أعلنت هيئة العلماء المسلمين، التي دخلت بوساطة بين مسلحين والجيش اللبناني لوقف إطلاق النار في بلدة عرسال، أن عملية إجلاء الجرحى تمت وقوافل إغاثة تستعد لدخول البلدة.

وأشارت الهيئة، الخميس، إلى أن المسلحين وافقوا على إخلاء عرسال، إلا أن وسائل إعلام محلية قالت إن المسلحين أخذوا معهم جنودا من الجيش اللبناني.

وأوضحت الهيئة أن وضع مخيمات اللاجئين السوريين في المنطقة "مأساوي"، وأكدت على أن أمن لبنان والحفاظ على استقراره يقع في مسؤولية الدولة.

وقال مصدر أمني إن الجيش اللبناني قام، بعملية تقييم بشأن ما إذا كان المسلحون، الذين سيطروا على بلدة عرسال (شرق)، القريبة من الحدود السورية، انسحبوا أثناء الليل، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الجيش تمكنت من تحرير 7 جنود احتجزهم مسلحون هناك.

وأضاف المصدر أنه لم يقع قتال، صباح الخميس، في عرسال، ولكن الجيش قتل 14 مسلحا إسلاميا، خلال اشتباك وقع مساء الأربعاء، ردا على خرق للهدنة الجديدة لمدة 24 ساعة.

وكان المسلحون الذين يشتبكون منذ أيام مع الجيش في محيط عرسال تعهدوا، بالانسحاب "الكامل" من البلدة، الخميس، بحسب ما أعلن مفاوضون، بعيد الإفراج عن 3 من الجنود المحتجزين لدى المسلحين.

وعلى رغم إعلان "هيئة علماء المسلمين"، التي تتولى عملية التفاوض، تمديد وقف لإطلاق النار في عرسال حتى مساء الخميس، عاود الجيش قصف محيط عرسال، وسمعت أصوات اشتباكات متقطعة، ليل الأربعاء.

وأدت المعارك منذ السبت إلى مقتل 17 عسكريا وفقدان 22 آخرين، رجح الجيش أنهم "أسرى".

كما احتجز مسلحون من "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، 20 عنصرا من قوى الأمن الداخلي، أطلقوا 3 منهم، الثلاثاء.

نزوح العشرات

وبحسب تقارير للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، استنادا إلى معلومات مستشفيات ميدانية في البلدة، التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، قتل 38 شخصا وجرح 268 على الأقل في عرسال.

ودخل وفد من الهيئة المؤلفة من رجال دين سنة، ضم الشيخين حسام الغالي وسميح عز الدين، عرسال ظهر الأربعاء للتفاوض، تزامنا مع وقف "إنساني" لإطلاق النار بدأ مساء الثلاثاء.

وأعلن الغالي للصحافيين في بلدة رأس بعلبك بعد خروج الوفد، "أن المقاتلين الموجودين في عرسال بدأوا من هذه اللحظة بالتوجه إلى خارج لبنان"، وذلك ضمن "اتفاق" مع الحكومة والجيش والمسلحين.

ويقطن عرسال نحو 35 ألف شخص، إضافة إلى 47 ألف لاجئ سوري.

وبحسب الأمم المتحدة، غادر 1300 شخص على الأقل بينهم لاجئون سوريون البلدة في الأيام الماضية.