فجر مسلحون ليبيون، الجمعة، مقر الشرطة في مدينة بنغازي وسط أنباء عن سيطرة أحد التنظيمات على المدينة، في حين تظاهر المئات بطرابلس للمطالبة بتدخل دولي لوقف المعارك.

وقالت وكالة اسوشيتد برس إن "انفجارا قويا" استهدف مقر الشرطة الرئيسي في بنغازي، وكاد أن يسويه بالأرض عقب اجتياح ميليشيات مسلحة ثكنات للجيش وسيطرتها على بنغازي.

وكان تنظيم أنصار الشريعة أعلن أنه سيطر على ثاني أكبر مدن ليبيا بعد ما وصفه بـ"هزيمة" وحدات من "الجيش الوطني الليبي"، مؤكدا استيلائه على أسلحة ثقيلة.

وتصاعدت حدة الهجمات التي يشنها التنظيم عشية موعد انعقاد البرلمان المنتخب في طبرق لتعذر عقد الجلسة في طرابلس التي تشهد منذ شهر تقريبا معارك أسفرت عن مقتل العشرات.

وتسعى الميليشيات المتناحرة إلى السيطرة على مطار طرابلس الدولي الذي أغلق على أثر ذلك، مما دفع العاملون الأجانب إلى مغادرة البلاد عن طريق البر والبحر، خوفا من اشتداد المعارك.

وعمدت دول غربية إلى إغلاق سفاراتها وإجلاء دبلوماسييها فيما تتجه ليبيا المنتجة للنفط صوب التحول إلى دولة فاشلة، إذ تمتلك المدن والمناطق والأحياء والقبائل قواتها المسلحة الخاصة.

وفي هذا السياق، دعا مجلس القبائل والمدن الليبية إلى جمع السلاح غير الشرعي وتسليمه للسلطات الرسمية، وطالب في بيان بعودة رجال الشرطة والقضاء إلى ممارسة أعمالهم.

وأصابت تداعيات الفوضى في لبييا دول الجوار، حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية الجمعة أن رئيس منطقة الأمن الوطني في بن قردان الحدودية أصيب "برصاصة طائشة" أُطلِقَت "من الجانب الليبي" لمعبر رأس الجدير.

كما قالت وكالة الأنباء التونسية إن الحكومة قررت إغلاق المعبر الحدودي الرئيس مع ليبيا، عقب محاولة مئات المصريين الفارين من المعارك في ليبيا، اقتحام معبر رأس جدير.

وفي القاهرة، أعلنت وزارة الخارجية أنها تتابع بالتنسيق مع الوزارات والأجهزة المعنية "أوضاع المصريين الموجودين على الأراضي الليبية وأوضاع المصريين على الحدود الليبية التونسية الراغبين في العودة إلى" بلادهم.