تستمر دون أفق واضح العمليات المسلحة في مدينتي الرمادي والفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار العراقية، ذات المساحة مترامية الأطراف والحدود المشتركة مع 3 دول هي سوريا و السعودية والأردن.

العمليات التي انطلقت قبل 6 أشهر ما يزال طابعها الكر والفر، وتتحدث البيانات الحكومية عن استمرارها في عملياتها العسكرية والتي كان آخرها محاولة اقتحام ناحية الصقلاوية بالفلوجة.

وتقول أيضا إنها كبدت المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وتحدثت عن سقوط أعداد محدودة من القتلى في صفوف قواتها المهاجمة .

لكن هذه البيانات غالبا ما توصف بأنها متضاربة من قبل معارضي العمليات المسلحة والداعين لحل سياسي، ويقول هؤلاء إن البيانات تعكس ارتباكا واضحا لدى القيادات الأمنية إزاء المعارك، إذ تكتفي القوات بالقصف عن بعد بالمدفعية والمروحيات مستهدفة المسلحين.

ويعزز الارتفاع المستمر لأعداد القتلى والجرحى من المدنيين فرضية القصف العشوائي لأحياء المدينة.حيث سقط أكثر من 2500 مدني بين قتيل وجريح.

إدانة للعمليات العسكرية

وتتحدث تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية عن ارتكاب الحكومة العراقية لـ"جريمة حرب" متمثلة باستهداف مستشفى الفلوجة العام لنحو 16 مرة.

وتشير المنظمة إلى البراميل المتفجرة التي تقول إنها استخدمت على الأقل 8 مرات في قصف القوات الحكومية على احياء الفلوجة .

ورغم نفي بغداد لذلك، إلا أن تلك التقارير  باتت تؤشر على وجود "عدم رضا دولي" على الطريقة التي تدار بها المعارك.

فاتورة مرتفعة

وتكلف المعارك في الأنبار، بحسب مصادر أمنية، نحو 6 ملايين دولار يوميا، يرافقها ارتفاع أعداد القتلى في صفوف القوات الأمنية العراقية المعارك، كما تسبب القتال في إعطاب العشرات من مدرعات الجيش وآلياته مع استهداف المسلحين لخطوط تمويل وإمدادات الجيش .

وتتحدث التقارير الاستخباراتية عن براعة لدى المسلحين في قتال الشوارع والانتقال من حي إلى آخر.

وهي براعة تفتقر إليها القوات الحكومية واكتسبتها الفصائل المسلحة التي خبرت في السابق معارك ضد القوات الأميركية إضافة إلى خبرات من يوصفون بـ"المجاهدين الوافدين" إلى المدينة من جبهات أخرى مثل سوريا وباكستان وأفغانستان وحتى الشيشان.