فيما تمتلئ شوارع وميادين المدن المصرية باللافتات الدعائية لمرشحي الرئاسة عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، مع بدء العد التنازلي للاستحقاق الانتخابي الأهم في مصر، تطل اللافتات والملصقات في مدينتي رفح والشيخ زويد على استحياء وسط أجواء أمنية متوترة تهيمن على محافظة شمال سيناء.

وقبل أقل من أسبوع على فتح مراكز الاقتراع أبوابها للمرة الثانية خلال عامين من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، وقع تفجير الأربعاء استهدف مدرعة تابعة لقوات الأمن في ميدان الرفاعي الذي يقع وسط مدينة العريش، وهو الأول من نوعه الذي يستهدف تلك المنطقة الحيوية، ما أسفر عن إصابة 9 أشخاص بينهم 7 من أفراد الشرطة.

وتؤثر أعمال العنف في شمال سيناء وما يجري من عمليات عسكرية لكبح المسلحين على حملتي المرشحين الرئاسيين.

وقال خالد الجندي المسؤول في حملة السيسي بشمال سيناء لـ"سكاي نيوز عربية" إن الناس "تحولت لوضع الملصقات الانتخابية للسيسي داخل بيوتها حتى لا تثير حفيظة الرافضين لترشح وزير الدفاع السابق"، الذي عزل الرئيس السابق القادم من صفوف جماعة الإخوان محمد مرسي في يوليو 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وأوضح الجندي أن اللافتات على قلة انتشارها بالشوارع فإنها ليست معيارا لفعالية الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أن الحملة تركز أكثر على التواصل المباشر مع القبائل السيناوية ومشايخها لحشد التأييد للمرشح وقد حققت نجاحا كبيرا في هذا الأمر.

لكن في ذات الوقت "تتم كافة التحركات بشكل حذر، فيكفي أن تعرف أنني لا أتحرك سوى وسط تأمين من أفراد القبائل حتى أتجنب استهداف المسلحين".

وتتركز المؤتمرات الانتخابية على مدينتي العريش وبئر العبد حيث الكثافة السكانية العالية.

وفي المقابل، تقر حملة المرشح حمدين صباحي بصعوبة التحرك نتيجة الوضع الأمني.

وقال حاتم البلك أحد مسؤولي الحملة لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الوضع الأمني يؤثر بشكل كبير على تحركاتنا. فقد اضطررنا إلى إلغاء فعالية جماهيرية وسط مدينة العريش بسبب توتر الأوضاع".

وأضاف:" لم نتمكن من تنظيم لقاء لصباحي مع جماهير العريش بسبب المخاوف الأمنية".

ومثل الحملة المنافسة، يركز مسؤولو حملة صباحي على التواصل الشخصي مع القبائل والمشايخ.

وقامت وزارة الداخلية بتقليص عدد اللجان الانتخابية ودمجها في الشيخ زويد ورفح، اللتين تشهدان عملية عسكرية مستمرة ضد المسلحين، لكن ذلك يرجع أيضا إلى توزيع الكثافة السكانية.

ويبلغ عدد الناخبين في شمال سيناء وفقا للكشوف الرسمية 223 ألف ناخب، منهم حوالي 101 ألف بالعريش وحدها، و25 ألفا بمدينة بئر العبد، وما يقرب من 6 آلاف ناخب بمدينة الحسنة، 2996 ناخبا بمدينة نخل، و29 ألف ناخب بمدينة الشيخ زويد، و30 ألف ناخب برفح، و23 ألف ناخب في مدينة برمانة، و حوالي 5 آلاف ناخب بالقسيمة.

ولا يتوقع اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية لشؤون سيناء والصعيد سابقا، تأثر العملية الانتخابية ذاتها بالأجواء الأمنية وخاصة بعد هجوم العريش.

وقال لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الخطة الأمنية التي أعدت لتأمين عملية التصويت ستشجع الناس هناك على المشاركة".

وتتفق أيضا حملتا السيسي وصباحي على أن المشاركة في التصويت ستكون كثيفة رغم ضعف الفعاليات الدعائية.

وتعاني سيناء على وجه الخصوص، هجمات لمتشددين تستهدف قوات الأمن والجيش في الأساس، منذ عزل مرسي.