مع استمرار وتيرة الحرب في سوريا، ترددت مؤخرا اتهامات للحكومة السورية باستخدام غاز "الكلور" السام في استهداف المدنيين، وذلك في أعقاب فشل مؤتمر التسوية السياسية "جنيف 2".

وأعلنت الولايات المتحدة أن لديها "مؤشرات على أن مادة كيماوية صناعية سامة" استخدمت هذا الشهر في سوريا ببلدة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، وأكدت أنها تعمل مع "شركائها لتبين الوقائع على الأرض".

وكانت الحكومة والمعارضة تبادلتا الاتهامات في منتصف أبريل الحالي بشأن استخدام مادة الكلور في بلدة كفر زيتا بريف حماة، التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وكشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن غاز الكلور ليس من بين المواد والأسلحة الكيماوية التي تنقل إلى خارج سوريا لتدميرها في إطار عمل منظمة الحد من الأسلحة الكيماوية.

وكان ممثلون عن المعارضة السورية وحكومة الرئيس بشار الأسد قد أبلغوا الأسبوع الماضي عن وقوع هجوم بغاز سام في البلدة، وقالت الحكومة الفرنسية إن لديها أدلة موثوقا فيها على استخدام غاز الكلور في 3 وقائِع منفصلة هذا الشهر.

وصرح متحدث باسم الخارجية البريطانية بأن حكومته تتحرى حاليا بشأن الأنباء المتعلقة باستخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيماوية.

وأعرب المتحدث عن قلقه البالغ حيال هذه الأنباء، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى التاريخ السابق للنظام في استخدام الأسلحة الكيماوية فإن هذا لن يكون شيئا مستغربا.

من جهة أخرى نقلت صحيفة "ديلي تليغراف" عن مسؤولين غربيين قولهم إن النظام في دمشق استخدم غاز الكلورين السام في سلسلة من الهجمات التي استهدفت 3 بلدات سورية.

غاز الكلور

والكلور غاز سام مائل إلى الاصفرار إذا كان تركيزه عالياَ، أما في حالة التركيز المنخفض يكون عديم اللون، غير قابل للاشتعال، وأثقل من الهواء بمرتين ونصف، وله رائحة نفاذة لاذعة، وتأثير مهيج على أنسجة الجسم.

وحال استعماله بتركيز قليل يسبب تهيج مع حرقة في العين والأنف والحلق واحمرار في الوجه وتعطس وسعال، أما حال استعماله بتركيز عالي، فإنه يسبب ضيقا في الصدر والحلق ويؤدي إلى استسقاء في الرئتين، علماَ أن تركيز 1000 جزء بالمليون يسبب الموت الفوري.

يشار إلى أن غاز الكلور قد تم استخدامه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى، وتسبب في مقتل الآلاف.