أثارت حفلة لأوركسترا "الديوان الغربي الشرقي" يقودها المايسترو الإسرائيلي الأرجنتيني دانييل بارنبويم في قطر، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وواجه الحفل، الذي سيقام في 15 يناير المقبل في دار الأوبرا كتارا بحسب جدول الفعاليات المنشور على الموقع الرسمي للدار، غضبا من الشعب العربي، حيث عبر الأغلبية في تويتر تحت هاشتاق #حفل_لموسيقار_إسرائيلي_في_قطر عن استنكارهم لاستضافة المايسترو الإسرائيلي في دولة قطر، التي عرفت بتصدرها للمشهد العربي ودعمها للثورات العربية والقضية الفلسطينية.

وقال أحد المعلقين "قطر تلعب على المكشوف في ظل المقاطعة العربية لإسرائيل وهذا التطبيع في العلاقات منذ زمن طويل وبدأ يرى النور"، فيما قال مغرد آخر "علاقة قطر بالمجتمع الإسرائيلي هي علاقة دوله خليجيه بمجتمع مسلم ويهودي كما هي مصر المجتمع المسلم والمسيحي".

مغردون آخرون طالبوا الإعلامي القطري الشهير عبدالله العذبة بالتعليق على الحدث، باعتباره أحد أبرز الإعلاميين الأكثر تعليقا في الشأن الخليجي.

فيما تساءل البعض عن رد فعل علماء الدين على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي حامل الجنسية القطرية، فقال أحدهم: "أود أن أسأل أين العريفي والعوضي القرضاوي وفتاويهم لم نسمع شيئا".

وكان حفل دانيال بارنبيوم ألغي في أبريل الماضي من "مهرجان الدوحة للموسيقى والحوار"، بضغط من هيئات مقاومة التطبيع، حيث وصفت هذه الهيئات الحفل بأنه "مشرع للاحتلال، تحت غطاء الفن"، وهذه المرة الخامسة التي تدعو فيها قطر الموسيقي الإسرائيلي، والدولة العربية الوحيدة التي قدمت فيها الفرقة عزفها كانت المغرب في 2003.

الأوركسترا التي يقودها بارنبيوم تضم موسيقيين إسرائيليين وعرباً، مناصفة تقريباً، وتهدف إلى بناء جسور بينهم، وتعزيز التفاهم بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتمهيد الطريق أمام حل سلمي عادل للصراع العربي الإسرائيلي.

وكان وراء هذا المشروع البروفسور الفلسطيني إدوارد سعيد والمايسترو الإسرائيلي دانيال بارنبويم. حيث التقيا صدفة وقررا المساهمة في عملية السلام، حسب مفاهيمهما ومبادئهما على أساس "أن الاوركسترا تقدم أفضل مثل للديمقراطية والحياة الحضارية"، منذ بدء المشروع الذي ترعاه بلدية إشبيلية الإسبانية.

ولد بارنبويم في الأرجنتين وشب في تل أبيب. بدأ عازف بيانو، وتحول إلى قائد أوركسترا ومناضل من أجل السلام، كما يعرف عن نفسه. وأعلن سابقا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون غير مرحب به في حفلاته الموسيقية.

اليمين الإسرائيلي طالب باعتقاله لأنه يصر على خرق نظام منع التجول المفروض على المناطق الفلسطينية، وفي أحد المطاعم الإسرائيلية قذفه بعض الإسرائيليين بالبندورة وبتهمة خائن.