نددت الولايات المتحدة بشدة الثلاثاء بعزم إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة، معربة عن "خيبة أمل كبيرة" من هذه الخطوة "الاستفزازية" التي "تشكل خطرا" على عملية السلام، في وقت كشف فيه دبلوماسيون غربيون عن اعتزام الدول الأوروبية في مجلس الأمن طرح مشروع لإعلان مشترك للتنديد بالاستيطان.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريح اتسم بلهجة حادة أكثر من العادة: "لقد خاب أملنا بشدة بسبب إصرار إسرائيل على المضي قدما في هذا النمط من الأعمال الاستفزازية".
     
وأضافت أن "المسؤولين الإسرائيليين يقولون على الدوام إنهم يدعمون الطريق المؤدي إلى حل الدولتين ولكن هذه الأعمال لا تؤدي إلا إلى تعريض هذا الهدف لمزيد من الخطر".

وأعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية أنها أصدرت الاثنين موافقتها على بناء 1500 وحدة استيطانية في حي رمات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة، وهو مشروع كانت نددت به واشنطن في العام 2010. وردت السلطات الفلسطينية بالإعلان عن رغبتها في رفع الأمر أمام مجلس الأمن الدولي.

والثلاثاء إعلنت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن السلطات الإسرائيلية على وشك الموافقة على مشاريع بناء ضخمة  تضم 6 آلاف وحدة في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة.

وتابعت نولاند "نحن لسنا في حلقة بناءة هنا. علينا كسر هذه الحلقة وإنهاء الأعمال الإستفزازية وإعادة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار، ولكن لا يمكننا أن نرغب بذلك أكثر من الأطراف نفسها".
              
من جهة أخرى، أفاد مصدر دبلوماسي أن الدول الأوروبية الأربع الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وهي فرنسا وبريطانيا والبرتغال وألمانيا، تعد لإصدار إعلان مشترك لإدانة مشاريع البناء في المستوطنات الإسرائيلية.

وأعلن هذا المصدر للصحفيين: "نعمل على إعلان مشترك حول هذا الموضوع"، مذكرا بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أعربوا في العاشر من ديسمبر عن "صدمتهم ومعارضتهم الشديدة للخطط الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات"، وذلك بعد إعلان سابق لإسرائيل بالسماح ببناء وحدات استيطانية في مستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وإضافة إلى بريطانيا وفرنسا الدائمتي العضوية في مجلس الأمن الدولي، تشغل البرتغال وألمانيا حاليا مقعدين غير دائمين فيه. وغالبا ما تعتبر برلين أنها أحد أكبر الداعمين الأوروبيين لإسرائيل.

ويأتي الإعلان عن مشروع التوسع الاستيطاني هذا في حين تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لموجة انتقادات دولية لقراره إطلاق مشروع بناء في القطاع "أيه 1" قرب القدس على سبيل معاقبة الفلسطينيين على حصولهم على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.

وغداة الإعلان عن هذا المشروع في مطلع ديسمبر، استدعت باريس ولندن وستوكهولم وكوبنهاغن ومدريد السفراء الإسرائيليين لديها للإعراب عن شجبها لهذا القرار، في مبادرة منسقة نادرة الحدوث.

وكانت العواصم الأوروبية أشارت إلى أن مشاريع التوسع الاستيطاني تعرض للخطر حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.