حملت منظمة التحرير الفلسطينية الأحد النظام السوري مسؤولية سقوط قتلى في مخيم اليرموك نتيجة قصفه بالطائرات الحربية.

وقال أمين سر المنظمة ياسر عبد ربه "نحن نحمل بشار الأسد ونظامه مسؤولية هذه الجريمة في مخيم اليرموك، التي تكشف بشكل واضح أن هذا النظام لا يعرف حدوداً لنهجه الإجرامي في القتل والتدمير".

وقال نشطاء في دمشق إن مقاتلات سورية أطلقت صاروخين على الأقل على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية الأحد وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الأسد العام الماضي.

وأضافوا أن عشرات قتلوا حين سقط صاروخ على مسجد بالمخيم يحتمي به لاجئون فروا من أعمال العنف في ضواح قريبة بدمشق.

وقال عبد ربه "إن المجازر في مخيم اليرموك وفي كل مكان في سوريا تستدعي اليوم قبل الغد أن يضع المجتمع الدولي حدا لنظام القتل والإرهاب في سوريا قبل أن يحرق المنطقة بأسرها".

وأضاف "إننا نتابع مع أبناء شعبنا في سوريا الأوضاع على الأرض وسوف نتخذ كل الاجراءات التي تمكننا من حماية شعبنا على كل الأصعدة".

وكان ما لا يقل عن 45 فلسطينياً قتلوا  خلال الأسبوع الجاري، غالبيتهم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، الذي تعرض الأحد لقصف بالطائرات الحربية.

واستهدفت طائرات من طراز "ميغ" أحياء في مخيم اليرموك، ومسجد عبدالقادر الحسيني، ما أدى مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات وفقاً لما ذكره اتحاد شبكات أخبار المخيمات الفلسطينية.

وفي تقرير سابق لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن 6 فلسطينيين قتلوا السبت في اليرموك، ليرتفع عدد القتلى خلال الأسبوع الأخير الممتد من 8 إلى 14 ديسمبر الجاري إلى 25 قتيلاً.

وأشار التقرير إلى أن الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين الذين سقطوا في سوريا منذ بدء الأزمة في منتصف مارس 2011، حتى الآن ارتفعت إلى 749 قتيلاً.

معارك اليرموك

من ناحية ثانية، أكدت مجموعة العمل أن لا صحة للأنباء التي تحدثت عن سقوط المخيم بيد الجيش الحر، وأنه لاتزال هناك اشتباكات ضارية تدور بين اللجان الامنية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة وبين الجيش الحر على أطراف المخيم خاصة شارع العروبة وشارع الثلاثين المتاخم للحجر الأسود.

وأشارت مجموعة العمل في مخيم اليرموك إلى أنباء تتحدث عن تعزيزات لقوات الأمن والجيش السوري تتمركز بالقرب من مخيم اليرموك للتدخل في حال انهيار قوات جبريل.

وازدادت حدة الاشتباكات التي بدأت السبت من شارع العروبة، وامتدت بعد ذلك إلى محيط النادي الأهلي وأطراف حي التقدم، وشارع الثلاثين، وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي فوق سماء المخيم، بينما نقل شهود عيان من سكان المنطقة مشاهدة انتشار عدد كبير من القناصة في منطقة العروبة، عند الشارع الرئيسي، وحي التقدم جانب فرن طيارة.

ونقلت مجموعة العمل أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من دخلة غاز شاكر في منطقة التقدم فأدت إلى أضرار مادية كبيرة ووقوع عدد من القتلى والجرحى، ما أدى إلى حالة نزوح كبيرة من منطقتي التقدم والعروبة الى داخل مخيم اليرموك.

وتأتي التطورات الأخيرة في منطقة مخيم اليرموك مع أنباء عن مغادرة زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة، أحمد جبريل دمشق وتوجهه إلى مدينة طرطوس الساحلية.

تحييد المخيمات

يذكر أنه في أغسطس الماضي، دان الفلسطينيون بمختلف انتماءاتهم "مجزرة" وقعت في مخيم اليرموك راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 شخصاً عدا الجرحى.

ونددت الرئاسة الفلسطينية "بمحاولات بعض الأطراف من أمثال أحمد جبريل، والدور المشبوه الذي يقوم به هو وفصيله بالزج بأبناء شعبنا ومخيماتنا في أتون دائرة العنف الدموي الدائرة في سوريا، وتحويلهم إلى وقود لهذه المحرقة".

وجددت الرئاسة الفلسطينية موقف الرئيس محمود عباس بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وتحييد المخيمات سواء في سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر من دول الشتات، وإخراجها من دائرة الصراع والعنف الدموي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

يذكر أن نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا منذ عام 1948 في 10 مخيمات تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" صحياً وتعليمياً، إضافة إلى خدمات أخرى.

ويعتبر مخيم اليرموك في دمشق، الذي أنشئ في العام 1948، أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، ويقدر عدد سكانه حالياً بنحو 360 ألف نسمة.