أصبح الرئيس المصري محمد مرسي محط اهتمام الصحافة العالمية بعد نجاح الجهود التي قادها في اتمام اتفاق التهدئة بين إسرائيل وغزة بعد ثمانية أيام من العنف أسفرت عن مقتل 140 فلسطينيا و5 إسرائيليين.

 صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أشادت في افتتاحيتها بالوساطة التي لعبتها مصر، ورأت أن "هناك الكثير مما يستحق الإعجاب في الطريقة التي ساعد بها مرسي على التوصل لاتفاق التهدئة، ولكنه كان سيخسر الكثير إذا لم يقم بهذا الدور البناء".

 وأوضحت أن "الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين يعتبرون حماس منظمة إرهابية، كانوا يستطيعون بالتأكيد وقف التمويل الدولي الذي يحتاجه مرسي لإعادة بناء بلاده إذا رفض إقناع حماس بالتفاوض".

 وذكرت الصحيفة، أن "ثمة دافعا آخر وراء دور مرسي وهو حماية معاهدة السلام التي أبرمت قبل ثلاثة عقود مع إسرائيل، فإقناع حماس بالحفاظ على اتفاق التهدئة هو تحد آخر تحمله الفترة المقبلة للزعيم المصري الجديد".

 أما صحيفة واشنطن بوست  فقد رأت أن مرسي يظهر كلاعب واعد في الشرق الأوسط. وقالت إن عمله في المفاوضات "نيابة عن حماس يبدو جيدا بالنسبة للمتعاطفين مع الحركة في الشرق الأوسط، كما أن دفاعه عن وقف إطلاق النار سيؤكد للمراقبين الغربيين أنه شريك في السلام بالمنطقة".

وقالت الصحيفة إن دور مرسى في التوصل إلى هدنة في غزة كان سببا لارتياح وإعفاء القوى العالمية من الجهود التي كان عليها اتباعها لمعالجة الأزمة، مما وفر راحة مؤقتة وحقنا للدماء في غزة وجنوب إسرائيل، وجعل العالم كله يدين للدور المشرف الذي قام به مرسي.

الرئيس المصري كان أيضا "أكبر رابح" في اتفاق التهدئة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية " حيث جمع  "بمهارة بين التعاطف مع  حماس ومصلحة مصر الاستراتيجية القومية ونجح في تحقيق الهدنة، مما سيعطي دفعة لدور مصر كلاعب إقليمي".

الدايلي تليغراف من جانبها قالت إن "الزعيم المصري الإخواني أصبح مشهورا لدى العالم بأنه الرجل الذي حقق تدخله في غزة السلام".

وجاءت آراء الصحف مدفوعة بالزخم الدولي الرسمي الذي تمتع به الرئيس المصري من خلال دوره البارز في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.

فقد أصدر البيت الأبيض بيانا خاصا يشيد خلاله بمرسي كوسيط للسلام، وتقدم  الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالشكر للرئيس المصري "على جهوده المتواصلة لتحقيق وقف لإطلاق النار ولقياداته الشخصية في التفاوض على وقف إطلاق النار المقترح".

وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد أيضا "شراكة وثيقة" بين واشنطن والقاهرة، وأضاف أن الزعيمين اتفقا على أهمية العمل نحو حل أكثر دواما للوضع في غزة.

كما تحدث وزير الخارجية البريطاني "وليام هيغ مع مرسي وهنأه على دوره في وقف إطلاق النار، ووعد "هيغ" من خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بأن تعمل الحكومة البريطانية على دعم مرسي في الأيام المقبلة.

وفي السياق نفسه، أشادت كندا بالدور المصري الريادي للمنطقة، وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد: "إن دولتنا ترحب بوقف إطلاق النار، وما أظهرته الحكومة المصرية من مسئولية القيادة وأنها تمثل دولة إقليمية كبرى".