يخاف أغلب سكان مدينة حلب وريفها من الذهاب إلى دائرة الهجرة والجوازات لتجديد جوازات سفرهم، أو حتى لاستصدار نسخة جديدة، خشية وجود أسمائهم على قوائم المطلوبين للأمن السوري أو على قوائم الممنوعين من السفر.

هذا الخوف موجود لدى الناشطين المعارضين وغير الناشطين، وقد زاد بعد أن نقلت الحكومة السورية مقر إدارة الهجرة والجوازات في حلب من منطقة الكرة الأرضية إلى القصر البلدي، أي من منطقة تحت سيطرة الجيش الحر حاليا إلى منطقة تحت سيطرة الجيش النظامي السوري.

هذا ما أكده أبو سهيل، من سكان مدينة حلب لموقع سكاي نيوز عربية بقوله "لست ناشطا، ولست في الجيش الحر، وليس لدي فيسبوك.. لكني أخاف من الذهاب إلى دائرة الهجرة، فقد يكون هناك بلاغ كاذب ضدي أو معلومة غير صحيحة ويتم اعتقالي".

ويحتاج أبو سهيل، 36 عاما، لجواز السفر لكي يتمكن من زيارة ابنه في الخليج العربي، لكن الخوف منعه.

أما هيثم الناشط في مدينة حلب، فيمتلك جواز سفر منتهي المدة، وهو بحاجة لتجديده لكنه يرفض الذهاب لدائرة الهجرة خوفا على نفسه.

حالة الخوف هذه أوجدت أشخاصا امتهنوا "السمسرة"، أي الوساطة بين من يريد تجديد الجواز وبين أحد موظفي الدائرة المتخصصة مقابل مبلغ مالي قدره 40 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل تقريبا 530 دولارا أميركيا.

وعن السماسرة يقول أبو محمد، وهو ناشط بمدينة حلب، لموقعنا"قد يكون هذا السمسار صادقا وقد يكون كاذبا.. وهذا ما لا يمكن التأكد منه"، ويتابع "في بعض الحالات يجمع السمسار المبالغ المالية من محتاجي جوازات السفر ويقوم بتجديدها فعلا، وفي حالات أخرى لا نرى وجهه من جديد".

وأمام ازدياد الوضع الأمني تدهورا في مدينة حلب وريفها ازداد الطلب على تجديد جوازات السفر للحاجة الماسة للنزوح إلى مكان آخر خارج البلاد وخارج المخيمات، وفقا لما قاله أبو محمد.

ويتابع "هناك من لا يريد الذهاب إلى المخيمات حيث يكتسب لقب لاجئ، هم يريدون السفر إلى تركيا أو مصر أو الأردن لكنهم غير قادرين على ذلك".

ويكشف أبو محمد أيضا عن وجود "مزورين" لجوازات السفر، حيث الكلفة المالية أقل بكثير من استصدار نسخة حقيقة، إذ تبلغ 5 آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 66 دولارا.

وعن مدى دقة تزوير الجوازات يؤكد أبو محمد أنها "غير دقيقة أبدا، وبإمكان رجال الشرطة التركية على الحدود كشفها، لكنهم في بعض الأحيان يغضون الطرف، تجاوبا مع الحالات الإنسانية للسوريين".

ويروي أبو محمد ما حدث مع أخيه، نضال، الذي كان جريحا ونقل إلى أحد المستشفيات التركية، بينما استقرت عائلته في مخيم على الحدود، فعندما بدأ يتعافى لم تسمح له الحكومة التركية بالدخول والخروج إلى المخيم لزيارة أهله كونه لا يحمل جواز سفر.

ويضيف "من لايملك جواز سفر من السوريين في تركيا عليه البقاء في المخيم، ولا يسمح له بمغادرته إلا في حال رغبته بالعودة إلى بلده سوريا".

اليوم، نضال، غير قادر على زيارة عائلته في المخيم لأنه لايملك جواز سفر، ولا يمكنه الانضمام إليهم داخل المخيم لأنه يعمل، كما لا يمكنه العودة إلى سوريا لأنه يعمل ضمن إحدى التنسيقيات المناهضة للنظام السوري.

ويطالب أبو محمد الائتلاف الوطني السوري المعارض بتعين هيئة لاستصدار جوازات السفر للسوريين، خاصة في البلدان التي اعترفت بالائتلاف كممثل وحيد وشرعي للشعب السوري.