ثلاث سنوات مرت على ثورة 25 يناير شهدت خلالها الساحة السياسية في مصر تغيرات كبيرة، ولكن على هامش كل ذلك التغيير والحراك السياسي فئة لم تعنيها المشاركة وانشغلت بلقمة العيش وقوت العائلة اليومي.

من تلك الفئة أناس بسطاء فضلوا دائما الابتعاد عن معارك السياسية، فلكل منهم "معاركه الخاصة"، همهم في كل يوم أن يتدبروا ما يقيتهم وأسرهم.

ميادين مصر التي لم تهدأ على مدى السنوات الثلاث الماضية، إذ أزاحت وجوها عن المشهد السياسي وجلبت أخرى، لم تجذب هؤلاء يوما، إلا في أحداث كبرى جمعت عشرات الملايين من المصريين.

فمصر ليست كلها ناشطون سياسيون، أو أعضاء في حركات شبابية رسمت تغيرات البلاد السياسية في يناير 2011 ويونيو 2013، ففيها الفلاح والعامل البسيط وفيها من اختار الابتعاد عن تلك الدوامة عمدا.

كريم غندور شاب يعمل في مجال الصرافة يفضل في كل مناسبة سياسية التزام المنزل مبررا ذلك بالابتعاد عن "دوامة السياسة".

أما عامر حسين، وهو عامل في العقد الرابع من العمر يمضي يومه على أرصفة أحياء القاهرة منتظرا من يطلبه في عمل يلبي قوت يومه، ويكاد لا يدري ما الذي يحيط به من تطورات سياسية.

"أنا لا أهتم بكل هذه الأمور" قال حسين مشيرا إلى التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، وأضاف "ما يهمني في الحياة عمل يومي أتقاضى منه أجرا يطعم أطفالي".

وفي إحدى مقاهي إمبابة شمالي محافظة الجيزة، يتساءل العم صلاح كما يناديه الآخرون "ما الذي ستغيره السياسة، ليست سوى وجوها تتغير والمواطن لا يرى تغييرا".

آخرون رأوا أن الأهم من الثورات والتغيير السياسي في الوجوه، هو الوقوف في وجه الرشوة ومحاربة الفساد التي تشعر المواطن بتحسن معيشته.

فأيمن فتحي الذي يعمل موظفا بسيطا في قطاع السياحة يراقب عن بعد، ويقول "لن يتغير شيء إن لم نحارب الفساد والرشوة بحيث يشعر المواطن البسيط بالعدل في لقمة عيشه".