قالت المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف2 إن المفاوضات مع الوفد الحكومي السوري ستتضمن فتح ممر إنساني إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في حمص، وسط توقعات مراقبين أن يكون فتح ممرات المساعدات أحد أهم إنجازات جولة المفاوضات الحالية.

وكانت الحكومة السورية أعربت قبل عقد المؤتمر، خلال زيارة وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو، عن استعدادها لفتح الممرات الإنسانية.

وتقول المعارضة إن لديها اقتراحا جاهزا بشأن قضية المساعدات قبل بدء المؤتمر وإنها تحدثت بالفعل بشأنه مع الصليب الأحمر والدول المقربة من النظام مثل روسيا وكذلك مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

حمص.. "آمال ممكنة"

ونقلت وكالات الأنباء عن أنس العبدة عضو وفد المعارضة السورية بمحادثات جنيف ان وفدي الحكومة والمعارضة السورية سيبحثان اتفاقا لوقف قصير لإطلاق النار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في حمص.

وذكر العبدة أن المعارضة طلبت من المسلحين على الأرض احترام وقف إطلاق النار، حال التوصل إلى اتفاق، لمدة أسبوع أو اثنين وحماية قوافل الإغاثة، وتسيطر قوات المعارضة على الحي التاريخي بالمدينة الذي تحاصره القوات الحكومية.

لكن ما يمكن تحقيقه في ممر إنساني لإغاثة حمص القديمة قد يكون صعبا في مناطق أخرى. فإذا كان المسلحون في حمص القديمة سيستجيبون لطلب مفاوضي المعارضة للالتزام باتفاق مع الحكومة، فإن مناطق أخرى قد لا يكون الالتزام فيها ممكنا.

محاولات سابقة

يشار هنا إلى أن محاولات سابقة للهدنة بين المقاتلين من المعارضة والقوات الحكومية ـ وفي حمص تحديدا ـ لم تدم طويلا ما جعل إغاثة المدنيين مستحيلا. وإذا كانت القوات المعارضة في حمص متواصلة مع الفصائل السياسية المشاركة في مفاوضات جنيف2، فإن المقاتلين في مناطق أخرى ليسوا كذلك.

وتحتاج ممرات الإغاثة الإنسانية إلى وجود طرفين فقط يلتزمان بهدنة وحماية قوافل المساعدات. لكن في مناطق كثيرة من ساحات الصراع في سوريا يوجد أكثر من فصيل مقاتل على الأرض، وبالتالي يصعب الحديث عن هدنة لها طرفان.

وتعد حلب وادلب والرقة وغيرها ساحات تضم فصائل مسلحة عدة بعضها يوافق على جنيف2 وبعضها لا يقبل بالتفاوض أصلا. وفي مثل تلك الحالات يكون من الصعب الحديث عن ممرات إغاثة، حتى لو صدقت نوايا المتفاوضين في جنيف وتوصلوا لاتفاقات.

لكن يظل الاتفاق بشأن حمص القديم بداية جيدة يمكن أن تعطي كل مؤتمر جنيف2 معنى، خاصة لو صمد وقف لإطلاق النار لفترة وشعر السوريون العاديون المحاصرون بأن جهود المفاوضات تؤتي ثمارا عملية.