نجحت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في مهمتها الرامية إلى إبطال قدرات سوريا الكيماوية، إذ أعلنت، الخميس، عن تدمير كل معدات إنتاج هذا السلاح المحظور دوليا ووضع أختام "لا يمكن كسرها" لأكثر من ألف طن من المواد والأسلحة الكيمياوية.

وأوضحت أنه تدمير معدات إنتاج السلاح الكيماوي السوري وفقا للموعد الرئيسي المحدد لتفكيك البرنامج الكيماوي السوري، بعد توقيع دمشق على لمعاهدة الحد من الأسلحة الكيماوية بحسب ما كشفت وثيقة صادرة عن المنظمة حصلت رويترز على نسخة منها.

كما قال كريستيان شارتيه، المتحدث باسم المنظمة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر، إن "جميع مخزونات المواد الكيمياوية والأسلحة الكيمياوية وضعت لها اختام، اختام يستحيل كسرها" على أكثر من ألف طن من المواد المحرمة دوليا.

إلا أن المنظمة قالت إن فرقها فتشت 21 موقعا من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن الموقعين الآخرين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت إلى مواقع أخرى خضعت للتفتيش.

وبحلول الموعد التالي المقرر في 15 نوفمبر المقبل، يتعين على المنظمة وسوريا الاتفاق على خطة مفصلة لتدمير أكثر من ألف طن متري من المواد السامة والذخيرة التي باتت تحت مراقبة المنظمة بعد وضع اختام عليها.

ووافقت دمشق بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة، على تدمير جميع أسلحتها الكيماوية بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على قتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس الماضي.

وكان الهجوم أسوأ هجوم كيماوي في العالم، منذ أن استخدمت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين الغاز السام ضد الأكراد في بلدة حلبجة قبل 25 عاما، ما أثار موجة غضب عالمية ضد الحكومة السورية اجبرتها على الخطو الأميركية الروسية.

ووفقا للجدول الزمني للتخلص من الأسلحة الكيماوية، تبطل سوريا قدرتها على استخدام كل معدات انتاج وتعبئة المواد الكيماوية بحلول الأول من نوفمبر، وهو الموعد الذي التزمت به الآن.

وبحلول منتصف 2014 يتعين عليها أن تكون قد استكملت تدمير جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية بمساعدة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي وتقوم المنظمة بهمتها وسط حرب أهلية دائرة في سوريا، قتل فيها أكثر من مئة ألف شخص.

واثارت هذه الظروف غير المسبوقة مخاوف من أن تعطل أعمال العنف نزع الأسلحة، لكن المنظمة قالت إن السلطات السورية تعاونت مع خبراء الأسلحة الذين تمكنوا من زيارة جميع المواقع باستثناء ثلاثة.

وقالت السلطات السورية إن مكونات برنامج الأسلحة الكيماوية التي أخرجت من هذه المواقع، نقلت لمواقع أخرى معلنة. وجاء في وثيقة للمنظمة "تم تفتيش هذه المواقع التي يوجد بها عناصر من مواقع تم التخلي عنها."

ولم تحدد المنظمة المواقع التي لم تتمكن من زيارتها، لكن مصادر مطلعة على عملياتها قالت إن إحداها في منطقة حلب في شمال سوريا وآخر في محافظة دمشق.