مع تصاعد وتيرة الحرب في سوريا تهافتت جماعات مسلحة من داخل البلاد وخارجها لخوض غمار المعركة وفرض سيطرتها على الأرض، من بينها جماعات متشددة صنفت على أنها "إرهابية" بمعيار كثير من الدول، ما دفع دولا غربية وإقليمية لممارسة ضغوط واتخاذ اجراءات للتصدي لها بوسائل مختلفة.

وأجمع خبراء على تعرض دول بالمنطقة لضغوط إقليمية ودولية للتصدي للجماعات المتشددة في سوريا والعراق بشكل خاص، نظرا لامتداد نفوذ التنظيم المعروف باسم "دولة الإسلام في العراق والشام" التابع للقاعدة، من العراق إلى سوريا.

ورغم اختلاف صور الضغوط التي تمت ممارستها على المعارضة السورية وبعض الدول الداعمة لها في المنطقة، إلا أن المجتمع الدولي يعول على تلك المعارضة وداعميها بشكل رئيسي للتصدي لتلك الجماعات المتشددة.

 وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، فواز جرجس لـسكاي نيوز عربية: "تمارس الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة جدا على المعارضة السورية وتركيا والعراق وغيرها من الدول المجاورة لسوريا، للتصدي للتنظيمات المتشددة لأنها تهدد أمنها القومي".

وأضاف: "القضاء على تنظيم القاعدة والحد من امتداد نفوذه داخل سوريا يعد أولوية أمنية لدى أميركا، لأنه يهدد أمنها القومي واستقرار المنطقة ككل".

وتابع: "هناك تنسيق أمني على عدة مستويات بين أميركا والعراق للقضاء على مراكز داعش وغيرها من الجماعات المسلحة التي بسطت نفوذها داخل العراق وتسعى للتوغل في سوريا".

وأضاف: "شددت دول غربية من ضغوطها على تركيا والأردن، لضبط الحدود والتصدي لأي عمليات تسلل من وإلى سوريا".

وأوضح جرجس أن المعارضة السورية السياسية والمسلحة تتعرض هي أيضا لضغوط غربية، قائلا: "تعول دول غربية على الجيش السوري الحر لمواجهة داعش وغيرها من التنظيمات المتشددة على الأرض، بينما يتعرض رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا لضغوط سياسية للخروج بالبلاد من هذا المأزق".

يذكر أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أكد أن سلطات الإقليم لن تتردد "في ضرب الإرهابيين في أي مكان" بما في ذلك سوريا، مشددا في الوقت ذاته على عدم توريط الأكراد في الصراع السوري.

كما أن الحكومة العراقية أكدت أنها ستتصدى بحزم لداعش وغيرها من التنظيمات التي نفذت تفجيرات أودت بحياة عشرات العراقيين خلال الفترة الماضية، كان آخرها التفجير الذي وقع في أربيل بكردستان العراق الأسبوع الماضي.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حذر من "مخطط يهدف إلى نقل الحرب الأهلية في سوريا إلى بلاده"، لافتا إلى أن "ما يحصل في العراق من قتل وتفجير سيرتد على من يقوم به".

"تردد دولي"

وأوضح جرجس أنه رغم هذه التحذيرات، إلا أن المجتمع الدولي ما زال مترددا في تقديم أسلحة نوعية للجيش الحر خوفا من وصولها إلى أيدي الجماعات المتشددة، الأمر الذي جعل كفة الميزان تتأرجح في الهواء دون أن تميل لصالح أي من الأطراف المتحاربة وتنهي الحرب الدائرة بسوريا.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن أن 50 مسلحا قتلوا في اشتباكات خلال الأيام الماضية بين فصائل من المعارضة المسلحة التابعة لداعش والجيش الحر، في حلب.

من جهته، اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، د. محمد أبو رمان أن المخاوف من وصول الأسلحة إلى أيدي الجماعات المتشددة بسوريا "تحققت بالفعل".

وأضاف لـسكاي نيوز عربية: "انتعش تنظيم داعش بالعراق وسوريا خاصة مع حصوله على الأسلحة، الأمر الذي دفع دولا في المنطقة لخوض غمار المعركة من خلال دعم فصائل مسلحة ذات طابع علماني أو لا تنتمي لأي تيار متشدد".

واعتبر أبو رمان أن دول المنطقة، وخاصة المجاورة لسوريا، تتصدى لهذه الجماعات المتشددة لحماية مصالحها الخاصة وعلاقاتها مع الدول الغربية.

وتابع: "كل دولة تتعامل مع القاعدة والجماعات المتشددة من خلال أجندتها الخاصة، جميعها تتفق فيما بينها على ضرورة التصدي لهذه الجماعات، لكن السبب وطريقة التنفيذ تختلف من دولة إلى أخرى".