دافع الرئيس السوداني، عمر البشير، الثلاثاء، عن الاجراءات الحكومية الأخيرة في وقت تواصلت المظاهرات في مناطق عدة من البلاد المطالبة بتنحي الرئيس وحكومته في ظل تأكيد أكبر تحالف لقوى المعارضة في السودان على المضي قدما في "طريق الثورة" حتى "إسقاط النظام الظالم".

وفي أول تصريح له منذ اندلاع التظاهرات قبل تسعة أيام، قال البشير "الاجراءات الاقتصادية الأخيرة جاءت لتفادي انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف"، في إشارة إلى قرار رفع الدعم عن الوقود الذي دفع آلاف السودانيين إلى التظاهر وجوبهوا بعنف من قبل قوات الأمن السودانية.

ومع دخول المظاهرات المناهضة لحكم البشير أسبوعها الثاني، أفاد مدير الجامعة جامعة الأحفاد للطالبات بأم درمان في ولاية الخرطوم، قاسم بدري، "سكاي نيوز عربية" بخروج المظاهرات لليوم الثاني على التوالي من الجامعة.

وإذ أكد أن "التظاهر السلمي حق مكفول للتعبير عن الرأي بأسلوب حضاري"، أشاد البشير خلال حضوره حفل تخريج عسكريين في الأكاديمية العسكرية العليا، بـ"دور الشعب في تفويت الفرصة على المخربين وافشال مؤامراتهم ضد البلاد".

في غضون ذلك، واصلت السلطات السودانية حملة الاعتقالات التي تطال رموز المعارضة، إذ ألقت الشرطة القبض على رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ والأمين العام للحزب عبد القيوم عوض.

وكانت الحكومة السودانية قالت إن 700 شخص اعتقلوا على مدى أسبوع شهد أسوأ اضطرابات في وسط السودان منذ سنوات مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للبشير، والتي أسفرت أيضا عن سقوط عشرات القتلى.

وتعليقا على هذه الأحداث، أصدر تحالف "قوى الاجماع الوطني"، الذي يضم كل أحزاب المعارضة، بيانا قال فيه إن السلطات اعتقلت "بعض قيادات التحالف، وهم "فتحي نوري والمحامي ووجدي صالح وعثمان أبو رأس".

وأكد البيان على استمرار المظاهرات والتحركات الرامية لإسقاط نظام البشير على الرغم من "استخدام الرصاص الحي والعصي والهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في تفريق المظاهرات".

وقال إن "التعسف والتنكيل الذي تمارسه الحكومة الفاشلة لن يهزم إرادة جماهيرنا التي اختارت طريق الحرية وخرجت للتظاهر بالشوارع والأحياء والقرى بالعاصمة والولايات"، مؤكدا أيضا دعم "شبكة الصحفيين السودانيين" في إضرابها عن العمل.

كما دعا التحالف السودانيين "للخروج للشوارع للتظاهر سلميا حتى تحقق هذه الثورة الباسلة هدفها بإسقاط هذا النظام الظالم"، وطالب "قطاعات الشعب السوداني في كل مدن السودان بتنظيم صفوفهم والانخراط في صفوف الثوار حتى نعيد للوطن كرامته".

إلى ذلك، فرضت قوات الأمن السودانية طوقا أمنيا حول مقر حزب الأمة القومي المعارض بزعامة الصادق المهدي في أم درمان. وكان الحزب قد أعلن عن إقامة تأبين عصر الثلاثاء للضحايا الذين سقطوا خلال التظاهرات الأخيرة.

يشار إلى الاحتجاجات اندلعت على أثر قرار حكومي برفع الدعم عن الوقود، ما يعني رفع أسعار سلع أساسية، لكنها تحولت بعد مقتل العشرات إلى مطالبات واسعة برحيل البشير.