قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، إن حزب حزب العدالة والتنمية الذي يشغل منصب أمينه العام، "مستعد لانتخابات مبكرة" إذا فشلت المفاوضات مع حزب التجمع الوطني للأحرار للانضمام للحكومة التي انسحب منها حزب الاستقلال مؤخرا.

ووصف بن كيران الحكومة التي يقودها بأنها "حكومة أقلية سياسية"، بعد فقدانها للأغلبية في مجلس النواب الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي عقب قرار حزب الاستقلال بالخروج من الائتلاف الحاكم، مشيرا إلى أن حزبه ليس متشبثا بالحكومة.

وأضاف بنكيران أن المشاورات الجارية مع حزب التجمع المعارض "تتقدم ببطء"، معربا عن أمله في أن تكلل بتشكيل أغلبية جديدة، لكنه أشار إلى أنه "في حال فشلت هذه المشاورات سأعود إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس ولجلالته واسع النظر"، مشيرا إلى أن حزبه "مستعد لكل الاحتمالات".

من جهته، قال المحلل السياسي عبد الرحيم منار السليمي إن "جميع الأحزاب السياسية ستكون خاسرة في حال إجراء انتخابات برلمانية مبكرة".

وأشار السليمي إلى أن حزب العدالة والتنمية لن يحصل على الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 25 نوفمبر 2011، "بسبب تضرر صورته" حسب تعبيره، كما أن أحزاب المعارضة - يضيف السليمي - لن تستطيع "تحقيق مفاجئات" في هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن السباق الانتخابي سيبقى محصورا بين ثلاثة أحزاب هي حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة.

وانتهت الجولة الرابعة من المشاورات بين بنكيران ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وصلاح الدين مزوار، دون إحراز نتائج كبيرة.

وأفادت مصادر مقربة من المفاوضات أن رئيس التجمع للوطني للأحرار قدم خلال هذا اللقاء، عرضا مفصلا تضمن تصورات الحزب في ما يخص آليات بناء أغلبية جديدة، وإعادة النظر في أولويات العمل الحكومي على ضوء مستجدات الأوضاع العامة بالبلاد.

كما اقترح مزوار هيكلة حكومية جديدة لتنسجم مع هذه الأولويات، من خلال التقريب بين القطاعات المتجانسة داخل أقطاب لضمان الفعالية والانسجام، فيما يتوقع أن يتم عقد جولة خامسة من المشاورات في غضون الأيام القليلة المقبلة وسط حديث عن استياء من برودة الجولة الرابعة من المفاوضات.

وذكرت جريدة "أخبار اليوم" أن بنكيران لم يقتنع بنتائج الجولة الرابعة من المفاوضات، وأضافت الجريدة أن رئيس الحكومة لم يطلع قادة التحالف بنتائجها في حينه، كما جرت العادة في الجولات السابقة.

ونسبت الجريدة إلى مصدر رفيع مقرب من حزب العدالة والتنمية إلى أن هذا البرود مرده إلى شعوره بوجود نوع من الإعاقة للحكومة الثانية لبنكيران، وأشارت الجريدة إلى أن الحسم في الخيارات بين تشكيل الحكومة الجديدة أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة سيتم خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل.