شددت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى عدم قبول عرقلة الجهود الدولية بشأن سوريا.

وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق الاثنين فيما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل مزيد من الضغوط على الرئيس السوري ليتنحى رغم استمرار الانقسام بين القوى العالمية بخصوص كيفية إنهاء الأزمة.

وقالت  واشنطن إنها سحبت كل موظفيها الدبلوماسيين الباقين من سوريا بعد يومين من فشل دول غربية في إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يساند دعوة جامعة الدول العربية الأسد لترك السلطة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حذرت الشهر الماضي من نيتها إغلاق السفارة.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن بلاده "مصرة" على مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي لكنه أوضح أهمية حل الصراع الحالي في سوريا دون تدخل عسكري خارجي.

وتابع أوباما في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية: "ليس كل موقف يسمح بشكل التدخل العسكري الذي اتخذته الولايات المتحدة وحلفاؤها في ليبيا والذي قاد إلى الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي".

وأكد أن التوصل إلى حل عبر التفاوض مع دمشق "أمر مهم"، مدافعا عن طريقة تعامل بلاده مع العنف في سوريا.

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن بريطانيا استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور في احتجاج دبلوماسي على ما وصفه بقمع الرئيس بشار الأسد للاحتجاجات.

وأضاف هيج في بيان أمام البرلمان أنه جرى أيضا استدعاء السفير السوري لدى لندن إلى وزارة الخارجية لإبلاغه باحتجاج بريطانيا على العنف في سوريا.

ووصف وزير الخارجية البريطاني الحكومة السورية بأنها "نظام محكوم عليه بالموت ونظام قاتل" وقال إن من المستحيل أن يستعيد مصداقيته دوليا أو لدى شعبه.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن باريس وبرلين لن تقبلا العرقلة الدولية بشأن سوريا، واصفا الوضع في دمشق بـ "الفضيحة".

وأوضح ساركوزي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين أن هناك "عقوبات أوروبية جديدة ستتخذ ضد سوريا في الاجتماع الأوروبي المرتقب".

قائلا: "سأهاتف (رئيس الحكومة الروسية فلاديمير) بوتين و(الرئيس الروسي ديمتري) ميدفيديف بشأن سوريا.. فرنسا وألمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري".

يذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن ضد مسودة عربية غربية تنص على تنحي الأسد وتسليم سلطاته لنائبه الأسبوع الماضي، في حين كانت فرنسا أحد أكبر المؤيدين لها.

وتابع ساركوزي: "لن نقبل بأن يظل الطريق أمام المجتمع الدولي مسدودا".

من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الرئيس السوري بشار الأسد "لم يعد أهلا للوجود على رأس بلاده".

وحث المتحدث الأسد على التنحي، مضيفا في مؤتمر صحفي: "نريده أن يفسح الطريق أمام انتقال سلمي للسلطة في سوريا".

وحمل المتحدث روسيا والصين مسؤولية استمرار إراقة الدماء في سوريا، باستخدامهما حق النقض لمنع التصديق على مسودة قرار بالأمم المتحدة تدعو لتغيير النظام في سوريا.

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين إن غضب الغرب من قرار موسكو استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار من مجلس الأمن ضد سوريا اقترب من الهيستيريا وذلك بعد يوم من وصف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ما حدث بأنه "مهزلة".

ويعتزم لافروف زيارة دمشق بصحبة مدير المخابرات الروسية الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه ضغوطا من الغرب والدول العربية ومعارضيه في الداخل للتنحي.

ودافع لافروف عن قرار روسيا استخدام حق النقض ضد القرار الذي كان سيدعم دعوة جامعة الدول العربية للرئيس السوري للتخلي عن الحكم وقال إن روسيا طلبت تأجيل التصويت لحين انتهاء زيارته.

وكان قد أعلن اعتزامه زيارة سوريا قبل ساعات من التصويت الذي جرى يوم السبت.