تلوح في الأفق بوادر حل للأزمة السياسية في مصر، بعد أن أبدى التحالف الوطني لدعم الشرعية مرونة بشأن بدء محادثات للبحث عن حل سياسي للأزمة.

إذ قال المتحدث باسم التحالف، طارق الملط، إن "التحالف يحترم مطالب الجماهير التي خرجت في احتجاجات حاشدة في 30 من يونيو أدت إلى إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي". 

وزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي، وليام بيرنز، المفاجئة إلى القاهرة اعتبرها مراقبون بمثابة إحدى الفرص الأخيرة لتفادي وقوع مواجهة بين قوات الأمن وآلمعتصمين من أنصار الإخوان المسلمين منذ شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة للمطالبة بعودة رئيسهم مرسي الذي أزاحه الجيش وتحفظ عليه.

وتسارعت في الساعات الأخيرة وتيرة اللقاءات السياسية بين القوى المصرية وزيارات مسؤولين من دول خارجية، ربما أهمها زيارة وزير خارجية قطر، خالد بن محمد العطية، للقاهرة للمرة الأولى منذ 30 يونيو.

وكذلك زيارة وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، لمصر بعد ساعات من لقائه بوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في لندن وبحث الأوضاع في مصر.

وكان اللقاء عقب تصريح كيري خلال جولته في آسيا، الذي قطع فيه بشأن اعتبار ما حدث في مصر استجابة لمطالب الشعب وليس انقلابا.

ومن غير الواضح بعد شكل التسوية السياسية التي يمكن أن تسفر عنها هذه الجهود المتسارعة، باستثناء تأكيد القيادة المصرية على أن تشمل الجميع في إطار خريطة الطريق، التي أعلنت في 3 يوليو، وهذا ما كان واضحا في حوارات نائب الرئيس المصري، محمد البرادعي، الصحفية وكذلك حوار صحيفة واشنطن بوست مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع.

اعتصاما رابعة العدوية والنهضة

فيما لا يعرف بعد مصير الاعتصامات حتى في ظل أي تسوية ممكنة.

ويقول الكاتب الصحفي، عبد الله كمال، في حوار عبر الهاتف مع "سكاي نيوز عربية" إن "اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يحاول الإخوان المسلمون من خلالهما الإبقاء على الجماعة ضمن العملية السياسية في مصر، وممارسة الابتزاز السياسي".

وأضاف أن "الأطراف الدولية المتمثلة في الولايات المتحدة وأوروبا وقطر تحاول الإبقاء على الإخوان ضمن العملية السياسية في مصر بعد أن قامت بالاستثمار المالي والسياسي لدعم مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط".

وأوضح أن "أي نتائج ستنبثق عنها المحادثات الجارية، بعد وساطة الأطراف الدولية، سيكون مصيرها الفشل في حال خالفت هذه المطالب مكتسبات ثورة 30 يونيو".

وتابع:" الحل السياسي يكمن في دستور جديد يفصل بين الدين والسياسة، والقبول بمبدأ التعددية السياسية، والاعتراف بضمانة القوات المسلحة في حماية العملية السياسية، وعدم إقصاء جماعة الإخوان بالإضافة إلى تقنينها ومحاسبة المتورطين منهم في أي أعمال جنائية".

الإخوان متمسكون بمطالبهم

وفي نفس السياق، أكدت جماعة الإخوان المسلمين، صباح الأحد، غداة لقاء ممثلين عنها بيرنز في القاهرة، إصرارها على مطلبها بعودة مرسي إلى السلطة.

وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، في بيان إن وفدا من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي يضم مجموعات إسلامية مؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي، التقى بيرنز في القاهرة صباح السبت بحضور السفيرة الأميركية، آن باترسون، وممثل الاتحاد الأوروبي برناندينو ليون، وأكد لهم تمسكه بموقفه المطالب بـ"عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى".

وأضاف البيان أن الوفد أبلغ بيرنز أيضا رفضه "للتصريحات الصادرة عن جون كيري مؤخرا والداعمة للانقلاب العسكري في مخالفة واضحة للشرعية الدستورية التي تعارفت عليها الدول الديمقراطية".

لقاء السيسي وممثلي التيارات الدينية

وكان الجيش المصري قد أعلن أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء، قائد الجيش، التقى، الأحد، "بعض ممثلى التيارات الدينية الإسلامية" لبحث الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد علي، إن السيسي التقى "بعض ممثلى التيارات الدينية الإسلامية"، وأكد أن "الفرص متاحة لحل الأزمة سلميا شريطة التزام كافة الأطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشآت العامة".             

ودعا السيسي أيضا إلى "الالتزام بخارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو"، يوم بدء الاحتجاجات على الرئيس السابق محمد مرسي الذي عزله الجيش بعد ثلاثة أيام على ذلك.