تظاهر الآلاف من أنصار حزب النهضة الحاكم، السبت، في وقت أبدى رئيس الوزراء علي العريض استعداده للحوار مع المعارضة بشأن مطلبها باستقالة حكومته، داعيا في الوقت نفسه التونسيين إلى "الاتحاد ضد الإرهاب".

وتظاهر عشرات الآلاف دعما للحكومة التي يقودها الإسلاميون في واحدة من المظاهرات الكبرى التي تشهدها تونس منذ ثورة 2011.

وتجمع أنصار حزب النهضة الحاكم في ميدان القصبة المجاور لمكتب رئيس الوزراء في العاصمة تونس وهم يهتفون "لا للانقلابات نعم للانتخابات".

ودعا حزب النهضة الإسلامي أنصار الحكومة للانضمام للحشد للتصدي للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أسبوع، التي تدعو لاستقالة الحكومة.

وشهد ميدان القصبة تجمعات رئيسية في الأيام التي أعقبت إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي في 2011 مع مطالبة المظاهرات بتشكيل مجلس تأسيسي انتقالي لوضع دستور جديد للبلاد، وهو أحد الهيئات التي تطالب المعارضة الآن بحلها.

العريض يدعو إلى "الاتحاد ضد الإرهاب"

من جهة أخرى أبدى رئيس الوزراء علي العريض استعداده للحوار مع المعارضة بشأن مطلبها باستقالة حكومته. 

وقال العريض "نحن مستعدون لمناقشة كل المقترحات الخاصة بالحكومة شريطة أن يكون هناك ضمان للتصدي المجدي لظاهرة الإرهاب والنهوض بالوضع الاقتصادي وتهيئة الظروف المثلى لإنهاء المسار الانتقالي في أفضل الظروف وفي أسرع الأوقات".

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العريض بعد لقائه ممثلي عدد من الأحزاب والتيارات السياسية لمناقشة الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، وذلك بينما يشن الجيش التونسي عملية عسكرية واسعة النطاق في جبل الشعانبي لـ"تطهيره من إرهابيين".

وأكد رئيس الوزراء أن قانون مكافحة الإرهاب ببلاده سيبقى ساري المفعول، مشيرا إلى أهمية "وزارة الشؤون الدينية في محاربة الإرهاب من حيث عدم السماح بالانفلات في المساجد، ووسائل الإعلام في عدم تضخيم المعلومة أو نشر الشائعات".

كما دعا إلى المحافظة على المجلس التأسيسي الذي تطالب المعارضة بحله إضافة إلى استقالة الحكومة احتجاجا على عملية اغتيال المعارض البارز محمد البراهمي، التي فجرت موجة من الاحتجاجات الشعبية أيضا.

إلا أن وتيرة الاحتجاجات تراجعت بعد مقتل 9 جنود في جبل الشعانبي قبل 4 أيام، وما تلاه من أنباء بشأن العثور على عبوات متفجرة، وهو أمر أثار مخاوف من إقدام جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على تنفيذ هجمات في أماكن عامة وعمليات اغتيال.

وفي هذا السياق، تطرق العريض إلى الأنباء التي تحدثت عن محاولة اغتيال شخصية سياسية بارزة، وقال "لقد توافرت معلومات في هذا الاتجاه، ما جعل قوات الأمن تتحرك أكثر وتتخذ الاجراءات اللازمة التي أحبطت عملية الاغتيال" دون أن يكشف هوية هذه الشخصية.

الآلاف يتظاهرون دعما للحكومة