انسحب 42 نائبا من المجلس الوطني التأسيسي في تونس في خطوة ترمي إلى حل المجلس وإسقاط الحكومة احتجاجا على اغتيال المعارض اليساري محمد البراهمي في منزله يوم الجمعة، في وقت قتل أحد المشاركين بمظاهرات منددة بعملية الاغتيال.

وينتمي النواب المنسحبون إلى كل من "الاتحاد من أجل تونس" والائتلاف الديموقراطي والجبهة الشعبية التي تضم حوالى 10 أحزاب قومية ويسارية، بينها حزب "حركة الشعب" الناصري  بزعامة محمد البراهمي الذي اغتيل الخميس.

انفجار سيارة أمنية في ضواحي العاصمة

وعلى الصعيد الأمني، انفجرت سيارة تابعة للحرس البحري في إحدى ضواحي العاصمة التونسية، صباح السبت، ما أدى لإصابة دركي بجروح طفيفة، حسب ما نقلت وسائل إعلام تونسية.

وأكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أن السيارة التي انفجرت في حلق الوادي تابعة للحرس الوطني.

قتيل باحتجاجات على اغتيال البراهمي

وكان رجل تونسي قتل فجر السبت أثناء مشاركته في احتجاجات "عنيفة" في مدينة قفصة وسط غربي البلاد خرجت احتجاجا على اغتيال المعارض اليساري التونسي محمد البراهمي في منزله يوم الجمعة.

وقال مراسل فرانس برس إن محمد مفلي (45 عاما) قتل أثناء تفريق الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع لتظاهرة احتجاجية خرجت قبل ساعات من الموعد المقرر لدفن البراهمي السبت.

والقتيل ناشط في الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف لليسار المتطرف، وقد قضى بقنبلة غاز أصابته مباشرة في رأسه وكانت الإصابة قاتلة.

واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين بعدما حاولوا اقتحام مقر الولاية في وسط قفصة.

وشهدت تونس تظاهرات واضرابات الجمعة احتجاجا على اغتيال البراهمي.

أرملة البراهمي تعلن موعد جنازته

وكانت أرملة النائب المعارض بالمجلس التأسيسي (البرلمان) محمد البراهمي (58 عاما) أعلنت أنه سيدفن السبت بمقبرة الجلاز وسط العاصمة تونس.

وقالت مباركة البراهمي "جثمان محمد سيوارى الثرى غدا في مربع الشهداء بمقبرة الجلاز بجانب (قبر) شكري بلعيد" المعارض اليساري الذي اغتيل بالرصاص في السادس من فبراير الفائت.

وأضافت أن الجنازة ستخرج من منزل البراهمي في حي الغزالة (وسط العاصمة) في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي وستمر عبر شارع الجبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة "لتنضم إليها الحشود".

وأكدت رفضها حضور ممثلين للائتلاف الثلاثي الحاكم الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية للجنازة.

وتتهم عائلة البراهمي حركة النهضة باغتياله في حين تنفي الحركة ذلك بشدة. وكان البراهمي من أبرز معارضي ومنتقدي النهضة.

وأعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) في وقت سابق الجمعة أن البراهمي قتل بـ14 رصاصة "من السلاح نفسه الذي اغتيل به الشهيد شكري بلعيد".

وأضاف أن "الضالعين في اغتيال البراهمي هما المدعو بوبكر الحكيم (30 عاما) وهو عنصر سلفي متشدد تكفيري (...) ولطفي الزين (35 عاما)" وكلاهما فار.

وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) تنظيم "جنازة وطنية" للبراهمي. وقال بن جدو إن "الأمن سيكون متواجدا بكثافة لتأمين هذه الجنازة الوطنية".

وكان بلطجية محسوبون على حركة النهضة أحرقوا عشرات من سيارات المشاركين في جنازة شكري بلعيد يوم 8 فبراير.