قال وزير الداخلية التونسي، الجمعة، إن السلاح الذي قتل به المعارض اليساري محمد البراهمي، هو مسدس من عيار 9 ملم، وهو ذات السلاح الذي قتل فيه سابقا المعارض شكري بلعيد.

وأضاف الوزير لطفي بن جدو في مؤتمر صحفي "تم إجراء مسح شامل لمسرح الجريمة تبين أن من قام بعملية الاغتيال هما شخصان على دراجة نارية سوداء من نوع فيسبا يرتدون اللباس الأسود وأحدهما يرتدي قبعة حمراء اقتربوا منه وأطلقوا الرصاص عليه".

وقال بن جدو إن "المدعو أبو بكر حليم وهو عنصر سلفي تكفيري هو وراء مقتل كل من بلعيد والبراهمي"، مؤكدا أنه تم "إلقاء القبض على 4 مشتبه بهم في مقتل بلعيد".

وبيّن تشريح جثة البراهمي أن النائب اليساري أصيب بـ14 رصاصة من عيار 9 ملم، وفقا لما أعلنه مكتب مدعي الجمهورية الجمعة.

وصرح مكتب المدعي في بيان أن "الطبيب الشرعي سحب 14 رصاصة من جثمان الراحل بينها 6 في النصف العلوي من الجسم و8 رصاصات في الساقين".

وحضر التشريح في مستشفى شارل نيكول في العاصمة التونسية قاضي التحقيق إذ تم فتح تحقيق "بالقتل العمد والإرهاب"، وفقا لذات البيان.

وقال أفراد في عائلة البراهمي إن جثمانه سينقل الجمعة من المستشفى إلى منزله الواقع شمالي العاصمة قبل تشييعه المقرر السبت إلى مقبرة الجلاز في تونس.

وبدت شوارع العاصمة التونسية مقفرة، الجمعة، في ساعة بدء العمل في الإدارات وألغيت رحلات عديدة بسبب إضراب عام تقرر بعد اغتيال البراهمي الخميس.

وأغلقت عدة مقاه اعتادت فتح أبوابها في رمضان،كما أغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية، كما ذكر صحفي من وكالة فرانس برس.

كما بدت حركة سيارات الأجرة والترامواي في حدها الأدنى أو خالية بسبب عدم وجود مستخدمين لها.

وقال مصدر ملاحي إن كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة ألغيت الجمعة ولم تقلع أي طائرة، تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية).

وأضاف أن شركات الطيران "اير فرانس" و"اليتاليا" و"بريتش ايرويز" ألغت رحلاتها من تونس وإليها بسبب إضراب الفنيين على الأرض.

وينفذ الإضراب بشكل واسع في سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي والتي انطلقت منها شرارة الثورة التي أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن هذه المدينة الواقعة وسط غرب البلاد مشلولة باستثناء بعض نقاط بيع مواد غذائية، بينما ينفذ الإضراب في الإدارات والمصانع.

وقال المصدر نفسه إن عشرات الاشخاص تجمعوا أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في سيدي بوزيد حيث فرقت الشرطة تظاهرات غاضبة مساء الخميس، كما في العاصمة.

وهذا الإضراب الوطني الواسع هو الثاني منذ انتفاضة 2011. وكان الإضراب الأول جرى بدعوة من هذا الاتحاد النقابي غداة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص.