سيطر الجيش السوري الحر على مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية في ريف العاصمة السورية وفي حلب وسط تصاعد المعارك بين الجانبين على عدة جبهات في البلاد لاسيما على طريق مطار دمشق الدولي، حسب ما ذكر ناشطون في المعارضة السبت.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على 5 مواقع في بلدة البلالية بريف دمشق والاستيلاء على مستودع للذخيرة، وذلك بعد معارك مع الجيش السوري أسفرت عن مقتل 30 جنديا وتدمير آليات عسكرية.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن القوات الحكومية دمرت، الجمعة، "معملين لتصنيع قذائف الهاون وكميات من أسلحة وذخيرة المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية وريفي دمشق الجنوبي والشمالي".

قصف على أحياء دمشقية

في غضون ذلك، أضاف الناشطون أن القوات الحكومية شنت حملة دهم واعتقالات في بلدة مدينة بلودان في ظل قصف مدفعي استهدف مناطق في دوما ويبرود في العاصمة التي شهدت بدورها معارك بين طرفي النزاع.

فقد تواصلت الاشتباكات على طريق المطار بين الجيشين الحر والحكومي الذي استهدفت مدفعيته أحياء جوبر والعسالي والقدم والقابون في محاولة لاستعادة السيطرة على تلك الأحياء وطرد مقاتلي المعارضة منها.

من جانبها، كشفت "سانا" عن سقوط "قذيفة هاون أطلقها إرهابيون في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد المدير الإداري للمقام أنس روماني وإصابة آخرين بجروح"، الأمر الذي أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أما في حمص التي تشهد بعض أحيائها حملة عسكرية منذ أكثر من أسبوعين، قتل، الجمعة، 12 مسلحا من اللجان الشعبية الموالية للقوات الحومية خلال اشتباكات في حي الخالدية وسط المدينة مع مقاتلي المعارضة، وفقا للمرصد.

وقالت مصادر معارضة لـ"سكاي نيوز عربية" إن حزب الله اللبناني الذي يشارك في المواجهات الدائرة بحمص، أرسل أيضا أكثر من 1200 عنصر من مقاتليه إلى مدينة حلب لدعم القوات الحكومية في المعارك الدائرة هناك.

تقدم المعارضة في حلب

وتأتي هذه الأنباء في وقت قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش الحر سيطر على بنى "مجو" الواقع بالقرب من مبنى "متاع" في خان العسل بريف حلب الغربي بعد معارك قضى على فيها نحو 15 عسكريا القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.

أما سانا، فقد أوردت أن وحدات من الجيش تمكنت من القضاء على عدد ممن وصفته بـ"الإرهابيين" في حلب وريفها، و"دمرت لهم العديد من تجمعاتهم ووكرا كانوا يستخدمونه كمقر لتفخيخ السيارات في إحدى المزارع ببلدة تل رفعت في الريف الشمالي".

إلى ذلك، فيما شن الجيش الحكومي يشن قصفا بالمدفعية الثقيلة على بلدات نوى واليادودة ومزيريب بريف درعا، وعلى حي طريق السد في درعا المحطة، أعلن مقاتلو الجيش الحر سيطرتهم على دبابات وذخيرة للقوات الحكومية في المدينة، بحسب شريط بث على الإنترنت لم يتسن لنا التحقق منه.

وفي إدلب، نفذ للطيران الحربي طلعات فوق المدينة كما شن قصفا على بنش في ريفها، حسب ما أفاد الناشطون الذين أضافوا أن القصف المدفعي تواصل على مدينة سراقب والعديد من قرى جبل الزاوية.

جولة أوروبية لرئيس الائتلاف

أما على صعيد الحراك السياسي للمعارضة، فقد أفاد مقربون من الرئيس الفرنسي، الجمعة، أن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد عاصي جربا، سيزور باريس الثلاثاء والأربعاء حيث سيلتقي الرئيس فرنسوا هولاند، ولجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية.

وبحسب المقربين من الرئيس الفرنسي، فإنه سيزور أيضا لندن وواشنطن وبرلين في محاولة لحث تلك الدول على دعم المعارضة، لاسيما أن الجربا كان قبل انتخابه مكلفا الملف الحساس المتعلق بتسليح المعارضة، وبهذه الصفة شارك في وفود عدة تمثل الائتلاف.

ويطالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بتسلم معدات مضادة للدبابات ومضادات للطيران لصالح الجيش السوري الحر، لكن الغربيين يخشون أن تقع أسلحة متطورة جدا بأيدي المجموعات التي توصف بالمتطرفة والتي تقاتل في سوريا.