ضبطت السلطات المصرية الأربعاء، سفينة تركية بميناء شرق بورسعيد، وعلى متنها شحنة من الأسلحة الصوتية القابلة للتعديل، حسب مصدر أمني، في وقت قتل 3 من رجال الشرطة بهجمات شنها مسلحون في محافظة شمال سيناء.

وقال المصدر إن معلومات سرية تلقتها الأجهزة الأمنية تفيد بوصول شحنة أسلحة على متن إحدى السفن التجارية القادمة من تركيا إلى مصر لحساب شركة استيراد وتصدير.

وأكدت المعلومات وصول السفينة وإنزال عدد من حاوياتها التابعة للخط الملاحي "سي إم إيه" بميناء الشرق والأخرى بميناء غرب بورسعيد.

وتم فرض سياج أمني مشدد على الميناءين بقوات مشتركة من الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات الحربية  والأمن القومي والوطني.

ونجحت التحريات في تحديد الحاوية الأولى بميناء الشرق، وبفتحها عثر بداخلها على نحو 20 ألفا من مسدسات الصوت المتطورة القابلة للتعديل. وتواصل قوات الجيش بميناء الغرب بحثها عن باقي الحاويات.

توتر

يذكر أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت توترا شديدا منذ التغيير الذي شهدته مصر مطلع الشهر.

وأعربت القاهرة في اليومين الماضيين عن استيائها مما اعتبرته "تدخلا تركيا في شؤونها الداخلية" تعليقا على تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تعارض إزاحة الرئيس السابق المنتمي للإخوان المسلمين محمد مرسي.

ومنذ الكشف عن اجتماع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اسطنبول نهاية الأسبوع، والمشاعر العامة في مصر معبأة ضد تركيا وقيادتها.

هجمات بسيناء

يأتي ذلك فيما يلف التوتر الأمني شبه جزيرة سيناء، حيث قتل 3 من رجال الشرطة، الأربعاء، وأصيب 3 آخرون، في هجمات لمسلحين يعتقد أنهم متشددون، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن مصدر أمني.

وقتل مجند برصاصة في الرقبة في هجوم على قسم شرطة بمدينة العريش، عاصمة المحافظة، وقتل رجل شرطة في إطلاق نار أمام منزله بالمدينة. كما قتل رجل شرطة وأصيب 3 آخرون في هجوم على قسم شرطة مدينة الشيخ زويد.

وأضاف المصدر أن أحد المصابين في هجوم الشيخ زويد نقل إلى المستشفى في حالة حرجة.

كما استهدف مسلحون مجهولون كمين "المطار" والمحاجر التابع لقوات الجيش شرقي مدينة العريش، وأطلق مسلحون النار باتجاه معسكر قوات الجيش بحي الصفا بمدينة رفح، حسب ما أفاد مراسلنا.

وجرح في وقت سابق 14 شخصا، بينهم 7 من العسكريين، في اشتباكات وقعت بين عناصر من القوات المسلحة ومسلحين استهدفوا 3 نقاط أمنية للجيش والشرطة في مدينة رفح المصرية.

وقال شهود عيان إن مروحيات عسكرية حلقت فوق أماكن تلك الحوادث، في محاولة على ما يبدو لتعقب المهاجمين.

وكثفت جماعات مسلحة متمركزة في محافظة شمال سيناء، هجماتها على قوات الشرطة والجيش في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد عزل الجيش للرئيس المصري السابق محمد مرسي مطلع يوليو الجاري، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا خلال أسبوعين.

وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من تأدية الحكومة المصرية الجديدة، برئاسة حازم الببلاوي، الثلاثاء، اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور، والتي رفضتها جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرتها "غير شرعية".

ووصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة العريش شمال سيناء، الثلاثاء، بعد ساعات من موافقة إسرائيل على السماح لمصر بنشر كتيبتي مشاة بسيناء "لمحاربة الإرهاب"، حسب ما قال مصدر أمني.

وقال المصدر إن "نحو 20 عربة مدرعة ومجنزرة وحاملات جنود عبرت قناة السويس ترافقها جرافات ومعدات حفر باتجاه مدينة العريش".

حماس تستنكر اتهامات "غراد"

من جهة أخرى أعربت حركة "حماس" عن استهجانها لما قالت إنها تصريحات منسوبة لقائد الجيش الميداني الثالث في مصر، بشأن ضبط كمية من صواريخ "غراد" قال إنها تشبه الصواريخ التي تمتلكها حركة حماس.

وقالت الحركة في تصريح صحفي، تلقت سكاي نيوز عربية نسخة منه ، إنها "تنفي أي صلة لها بهذه الصواريخ، و تذّكر بأن صواريخ غراد لا تصنعها "كتائب القسام"، وإنما هي صواريخ تشتريها الفصائل الفلسطينية، وهي موجودة في سيناء بكميات أكبر بكثير مما هو موجود في غزة". حسب ما جاء في التصريح.

وجددت حماس دعواتها إلى "تحري الدقة وإلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف الحملة الإعلامية التي تقودها بعض الجهات المصرية ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، على حد قولها.