أقر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الجمعة، بوجود "مقاتلين عراقيين" في سوريا، يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية. وقال زيباري: "لا أنكر أن ثمة مقاتلين عراقيين يقاتلون في سوريا، تماما كما يقاتل خليجيون فيها أيضا، ولكن ذلك لا يتم من خلال سياسة حكومية عراقية".

وأكد أيضا "مشاركة مقاتلين عراقيين إلى جانب حزب الله اللبناني" في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين، وهو ما تدينه المعارضة السورية، ورفضته دول غربية وعربية عدة.

وفي مؤتمر صحافي في ستوكهولم أوضح زيباري أن "ليس لدي أي عدد أكيد" لأولئك المقاتلين، مؤكدا أنهم يعدون "بالمئات وليس بالآلاف". وأضاف أن عناصر "ميليشيا شيعية ومن حزب الله يقاتلون في سوريا، كما أن هناك فتاوى سنية كتلك التي يصدرها القرضاوي تدعو إلى الجهاد في سوريا".

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني

تدابير خليجية ضد حز الله

وفي تطور ذي صلة بالشأن السوري، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، الجمعة، أن اجتماعا لوكلاء وزارات الداخلية في دول المجلس سيعقد الخميس المقبل لدرس سبل اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله في دول المجلس.

وكانت الدول الخليجية قررت في العاشر من يونيو الماضي "اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله في دول المجلس، سواء في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية".

وقال الزياني إن اجتماع وكلاء وزارة الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي "سيضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرار المشار إليه بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى، بما فيها وزارات التجارة ومؤسسات النقد والبنوك المركزية بدول المجلس".             

وكان مصدر حكومي في بيروت أعلن في العشرين من يونيو الماضي أن 18 لبنانيا طردوا من قطر، وذلك بعد أيام من إعلان حزب الله دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد مشاركته في المعارك إلى جانب قوات هذا النظام.

السيطرة على حاجز استراتيجي

وعلى الصعيد الميداني، سيطر مقاتلو الجيش الحر، الجمعة، على حاجز استراتيجي للقوات الحكومية السورية في مدينة درعا جنوب البلاد، بعد اشتباكات وحصار دام أكثر من أسبوعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد: "سيطرت الكتائب الاسلامية المقاتلة على حاجز البنايات التابع للقوات النظامية في مدينة درعا، وذلك بعد حصار دام 15 يوما واشتباكات بين الطرفين".

وأشار إلى أن المقاتلين فجّروا مساء الخميس سيارة مفخخة في الحاجز "ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى" من القوات النظامية.

وبعد ظهر الجمعة، أفاد المرصد عن تعرض مناطق في درعا البلد لقصف من القوات النظامية. وفي ريف درعا، أفاد المرصد عن مقتل عشر نساء في قصف على بلدتي الكرك الشرقي وازرع، وبين الضحايا أربع فتيات دون الثامنة عشرة.

وأشار المرصد إلى أن بعض الجرحى في حالة خطرة، وان القوات الحكومية استخدمت المدفعية والدبابات في قصف البلدتين. وتقع محافظة درعا على الحدود مع الأردن. ويمكنها أن تشكل "ممرا أساسيا للسلاح من الأردن إلى مقاتلي المعارضة في ريف دمشق"، حسب المرصد، حيث يتواجد مقاتلو المعارضة بشكل كثيف.

حظر تجول في عامودا

في غضون ذلك، فرضت اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حظرا للتجول، الجمعة، في مدينة عامودا الكردية بمحافظة الحسكة شمال سوريا، غداة قتل مسلحين من الحزب ثلاثة متظاهرين، بحسب ما أفاد ناشطون.

واعلن حزب الاتحاد، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، أن مسلحين "من المرتزقة" قتلوا الخميس أحد عناصره في المدينة الواقعة على الحدود التركية، وعلى مسافة 700 كلم شمال شرقي دمشق.

ويطلق بعض الأكراد اسم "المرتزقة" على التنسيقيات الناشطة على الأرض مع المعارضة السورية، متهمين إياها بالرغبة بإدخال الجيش الحر إلى المناطق الكردية، الأمر الذي تنفيه التنسيقيات.

ودعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كل الأطراف في عامودا إلى "ضبط النفس، وتحكيم العقل والتعاطي مع الأحداث بمسؤولية تراعي الأوضاع الراهنة".