أثار سقوط صاروخي غراد على الضاحية الجنوبية في بيروت، قلق واستياء الكثير من الأوساط السياسية اللبنانية.

واستهدف الصاروخ الذي سقط في منطقة "مار مخايل" معرضا للسيارات وأصيب جراءه أربعة، في حين جرح خامس إثر سقوط الصاروخ الثاني في مارون مسك.

وأشار مراسل سكاي نيوز عربية إلى أن "الجيش ضرب طوقا أمنيا كثيفا في موقعي سقوط الصاروخين"

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية لاحقا أن قوات الأمن عثرت على منصتين أطلق منها الصاروخان.

واعتبر وزير الداخلية اللبناني مرون شربل أن ما حدث "عمل تخريبي يستهدف لبنان"، مضيفا: "ليس لدينا معلومات عن الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ".

ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الهجوم، فيما أكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن هذه "العمل إرهابي وندين من قام به".

ويأتي هذا الهجوم الذي أسفر عن جرح 5 أشخاص بعد خطاب  الأمين العام لحزب الله،حسن نصرالله، تعهد فيه باستمرار دعم القوات السورية الحكومية في قتالها ضد المعارضة المسلحة لاسيما في منطقة ريف القصير بحمص.

وذكر نصر الله في خطابه أن بعضا من عناصر حزبه يقاتلون في سوريا ضد من وصفهم "المتطرفين الإسلامين والتكفيريين الذين يشكلون خطرا على لبنان"، وفق تعبيره.

وقال "إن عشرات الآلاف من المقاتلين دخلوا إلى سوريا بدعم ومساعدة ممن يسمون بأصدقاء سوريا"، وأضاف "أن تلك الدول انزعجت لدخول ثلة صغيرة من مقاتلي حزب الله إلى سوريا".

الائتلاف السوري يرد

من جانب آخر، أصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا ردا على خطاب نصرالله  جاء فيه: "يحتفظ الشعب السوري بحق الرد على أي اعتداء يطال سيادة سورية، بل سيتصرف بما تمليه عليه التزاماته نحو ثورته، دون أن يدخر أي جهد لصد أي عدوان".

وأكد الائتلاف "حرصه على السلم الأهلي في لبنان" مبديا "عظيم استهجانه لدعوة الأمين العام لحزب الله إلى نقل أي خلاف داخل لبنان إلى سورية وتصفيته فيها".

وقال البيان "إن الحزب يستخدم خطابا مذهبيا متطرفا يزج من خلاله كل أتباعه في أتون حرب افتراضية استوحاها من موروثات خادعة، وقصص واهية، لن تأخذ بأصحابها إلا نحو الهلاك والدمار. ينثر هذا الخطاب اللامسؤول بذور صراع خطير في المنطقة، ويقدم مصالح المشروع الإيراني الاستبدادي على مصالح شعوبنا وحقوقنا الأصيلة، ويعلن صراحة اندماجه وتماهيه مع ذلك المشروع".

وأضاف "لقد أجبر الأسد الجيش السوري على قتل المواطنين، صارفا إياه عن دوره الأساسي في حماية الشعب، ما دفع شرفاء الجيش إلى الانشقاق عنه والوقوف في جانب الحق. واليوم يكرر حزب الله نفس الخطأ، فيجبر بعض أبناء لبنان على قتل السوريين، ما سيدفع بدون شك الشرفاء منهم إلى اتخاذ موقف يليق بأبناء المقاومة الحقيقية".

السنيورة: حزب الله يجرنا إلى الحرب

وفي سياق متصل، اتهم رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة يوم الاحد (26 مايو) زعيم حزب الله حسن نصر الله بجر لبنان الى الحرب في سوريا بإعلانه أن حزبه سيقاتل حتى النصر في سوريا.

وقال السنيورة إن الموقف الذي يتخذه حزب الله منذ عام 2000، وزاد في الشهور الأخيرة يظهر أن الحزب ليس حزبا لبنانيا وإنما جماعة إيرانية تعمل في لبنان.
              
واضاف ان تدخل حزب الله في سوريا يخالف رأي الشعب اللبناني ورأي الحكومة التي لا تريد أن تنجر الى هذا الصراع، وقررت ان تبقى على الحياد ازاء ما يحدث في سوريا.
              
وأعرب السنيورة عن اعتقاده بأن ما قاله نصر الله يزيد من توريط لبنان وأنه محاولة لجر البلاد إلى مستنقع الحرب التي يشنها ما وصفه بـ"النظام المستبد" في سوريا ضد شعبه.