أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير قرب دمشق، وإعلان أنها استهدفت شحنة صواريخ إيرانية إلى حزب الله التساؤل مجددا حول ما إذا كانت سوريا، التي تشهد انفلاتاً أمنياً كبيراً وحرباً تمزقها، قد تحولت إلى ساحة صراع بين إسرائيل وحزب الله وإيران.

فبعد إعتراف حزب الله بالقتال في سوريا، وتكرار حديث قوات المعارضة وناشطيها عن قوات إيرانية تقاتل إلى جانب القوات السورية، تكرر إسرائيل قصفها لأهداف في سوريا.

ومما يغذي الطروحات المتعلقة بالحرب بالوكالة بين حزب الله وإيران من ناحية وإسرائيل من الناحية الأخرى على الساحة السورية، التصريح الأخير لرئيس المجلس السياسي في حزب الله، إبراهيم أمين السيد، السبت، وكرر فيه تصريحات سابقة للأمين العام للحزب حسن نصرالله، أن الحزب على استعداد لمنع سقوط دمشق لتحكم من تل ابيب وواشنطن.

لكن أمين السيد، الذي جاءت أقواله بذكرى "شهيد" الحزب قاسم غسان شرف الدين في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، أوضح أن هذه "استراتيجية"، وليست خط دخول على الأزمة السورية، بل خط دخول على أزمة الصراع مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

من ناحيته، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن "إن نقل السلاح الكيماوي من سوريا إلى حزب الله هو خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي".

وأوضحت صحيفة التليغراف البريطانية أن القادة العسكريين الإسرائيليين يعتبرون حزب الله "التهديد الأكبر" الذي يحدق بأمن إسرائيل.

بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، فإن إسرائيل تعتقد أن ثمة منشآت عسكرية سورية قرب دمشق وأخرى على الساحل السوري تشكل نقاط تجمع للأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حزب الله اللبناني.

وبحسب تصريح مسؤول إسرائيلي لصحيفة التليغراف فإن إسرائيل تقوم بطلعات مراقبة جوية منتظمة لمراقبة الحدود السورية اللبنانية.

وأضاف: "نحن نستعد للحرب المقبلة، لقد أصبح حزب الله اليوم أكثر قوة وأقدر عسكرياً مما كان عليه في حرب 2006"، مشيراً إلى أن الصواريخ بعيدة المدى، على وجه التحديد، ستشكل أكبر خطر على إسرائيل، وأنها ستكون الأداة العسكرية الأكثر أهمية لدى حزب الله.

من الهجوم الإسرائيلي السابق على مركز البحوث في جمرايا

الغارات الإسرائيلي داخل سوريا:

منذ اندلاع الأزمة في سوريا، في منتصف مارس 2011، شنت إسرائيل 3 غارات جوية داخل سوريا تحت الذريعة ذاتها، وهي أنها تستهدف شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله، رغم أن هذه الغارات ليست الأولى من نوعها إذ سبق لإسرائيل أن شنت هجمات عديدة مستهدفة مواقع سورية، مثل استهدف موقع "الكبر" الذي زعمت إسرائيل أنه منشأة نووية سورية قيد الإنشاء.

غارة 5/5

هي الغارة الإسرائيلية الأحدث التي تستهدف مرافق ومنشآت عسكرية سورية تقول تل أبيب إنها تحتوي أسلحة إيرانية موجهة إلى حزب الله.

وقال التلفزيون السوري إن الغارة الاسرائيلية استهدفت مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا قرب منطقة الهامة بريف دمشق، وأن هناك أنباء عن وقوع ضحايا.

غير أن مسؤول غربي أكد للأسوشيتد برس إن هدف غارة الأحد كان شحنة صواريخ إيرانية موجهة متقدمة يعتقد أنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، مضيفاً "خلال هجوم الليلة الماضية، مثل الهجوم السابق، ما تمت مهاجمته مخازن لصواريخ ’الفاتح-110‘ الإيرانية المنقولة إلى حزب الله".

أكد مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط شن إسرائيل ضربة جوية على سوريا اليوم الأحد تستهدف شحنة صواريخ إيرانية موجهة متقدمة يعتقد أنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.

وفق وقت لاحق، صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طالبا عدم كشف هويته، أن إسرائيل شنت هجوماً جوياً ليل السبت الأحد قرب دمشق استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني، بحسب فرانس برس.

وقال المسؤول إن "الهجوم وقع قرب مطار دمشق والهدف كان صواريخ إيرانية متجهة إلى حزب الله".

غارة 3/5

قبل ثلاثة أيام، أي الجمعة الثالث من مايو الجاري، أعلن مسؤولون أميركيون ولبنانيون أن طائرة حربية إسرائيلية شنت غارة جوية على منشأة عسكرية قرب مطار دمشق الدولي، وأنها استهدفت أيضاً شحنة أسلحة متجه إلى حزب الله.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالتي رويترز والأسوشيتد برس إن الغارة استهدفت صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى، لكنها لم تكن تحتوي على أسلحة كيماوية.

وبالنسبة إلى إسرائيل، فقد أصبح مطار دمشق الدولي نقطة رئيسية في نقل شحنات الأسلحة من إيران إلى حزب الله.

تضارب الروايات بشأن الغارة الإسرائيلية على جمرايا

وقال مصدر دبلوماسي في لبنان لوكالة فرانس برس إن القصف الجوي دمر صواريخ أرض-جو روسية سلمت حديثاً إلى سوريا، وكانت مخزنة في مطار دمشق الدولي.

وحول هذه الغارة الإسرائيلية، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إنه يتم التدقيق في الأمر، وتعهد بإعلان النتائج بكل "شفافية".

وقال الزعبي في حوار مع التلفزيون السوري: "حتى الآن يتم التدقيق بهذا الأمر، ولم نصل إلى نتائج. وعندما يصل هذا التدقيق إلى نتائج، سنقول كل شيء وبشفافية وفي العلن".

غارة 30/1

في الثلاثين من يناير الماضي، اخترقت الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري، وقصفت مراكز البحوث العلمية في جمرايا.

وجاء في بيان صادر عن الجيش السوري، حينذاك، أن "طائرات حربية إسرائيلية اخترقت المجال الجوي فجر الأربعاء وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق وذلك بعد أن قامت المجموعات الإرهابية بمحاولات عديدة فاشلة وعلى مدى أشهر الدخول والاستيلاء على الموقع المذكور".

ورغم أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفي تلك التقارير، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، اعترف في أبريل الماضي بوقوف بلاده وراء الغارة الجوية التي استهدفت "قافلة أسلحة في بلدة جمرايا السورية كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني".

وفي وقت سابق، قالت إسرائيل إنها استهدفت قافلة أسلحة تحمل صواريخ مضادة للطائرات من طراز "أس إيه 17" ذاتية الدفع الروسية الصنع كانت متجهة إلى حزب الله اللبناني.