عقد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في ثاني يوم لزيارته الرسمية للمملكة المتحدة التي تأتي توطيدا لعلاقات تاريخية تدعمها شراكة اقتصادية في تنام مستمر وطموح للوصول بالتبادل التجاري بين البلدين إلى 12 مليار جنيه استرليني بحلول عام 2015.

ومن المنتظر أن تفضي الزيارة إلى إعفاء المواطنين الإماراتيين من ضرورة الحصول على تأشيرة لدخول بريطانيا وهو ما سيكون له مردود اقتصادي كبير وسيضاعف من عدد الزوار الإماراتيين لبريطانيا كل عام.

جدير بالذكر أن هناك أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون في الإمارات إضافة إلى نحو مليون بريطاني يزورونها سنوياً، طبقا لتصريحات أدلى بها كاميرون لدى زيارته للإمارات عام 2012.

و تعتبر الإمارات إحدى الوجهات السياحية المفضلة للبريطانيين، حيث استقبلت الفنادق الإماراتية أكثر من 930 ألف نزيل بريطاني خلال العام 2012، حسب مجلس الأعمال البريطاني.

وتعتبر المملكة المتحدة أولى مصادر السياح بين الأسواق الخارجية لأبوظبي التي استقبلت 140،4 ألف نزيل بريطاني عام 2012، ما يمثل نحو 6 بالمائة من إجمالي النزلاء البالغ عددهم 2.39 مليون نزيل.

وحل نزلاء الفنادق البريطانيون في دبي في المرتبة الثانية ضمن أكثر جنسيات السياح القادمين للإمارة في العام 2012، طبقا لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي. وقد وصل عددهم إلى 687 ألف سائح بزيادة 6،8 بالمائة عن عام 2011.

ونظرا لهذا الإقبال، تشغل شركة طيران الإمارات حاليًا 16 رحلة يومية إلى المملكة المتحدة، من أصل 55 رحلة إلى أوروبا بينما تشغل الاتحاد للطيران 5 رحلات يومية.

والإمارات هي أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للصادرات البريطانية، وهي الشريك التجاري السادس عشر لبريطانيا في العالم، في حين تأتي بريطانيا في المركز التاسع ضمن قائمة أكبر الشركاء التجاريين للإمارات.

وفي مجال التبادل التجاري، ارتفعت الصادرات الاماراتية إلى بريطانيا 57 بالمائة خلال شهر يناير 2013، لتصل إلى 245 مليون جنيه استرليني. في المقابل انخفضت واردات الإمارات من المملكة المتحدة خلال الشهر ذاته بنسبة 11 بالمائة لتصل إلى 400 مليون جنيه استرليني.

كما استثمرت شركة بريتش بتروليوم نحو 900مليون جنيه استرليني في قطاع النفط في أبو ظبي خلال السنوات الخمس الماضية، وتخطط لاستثمارات إضافية خلال عامي 2013 و2014.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبريطانيا بلغ 9.6 مليار جنيه إسترليني عام 2012 مقارنة بـ8.9 مليار جنيه إسترليني في عام 2010.

وتسعى الدولتان إلى رفع حجم هذا التبادل ليصل إلى 12 مليار جنيه إسترليني عام 2015.

"العلاقات بين البلدين تطورت وأخذت شكلا ديناميكيا خلال السنوات الماضية ومن الواضح وجود تقارب بين الحكومتين سواء على الصعيد الاقتصادي، التجاري أو السياسي"، كما يؤكد محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، لسكاي نيوز عربية.

يؤكد الحمادي أن "ما يميز العلاقة بين الدولتين هو مناخ الثقة المتبادل بين الحكومتين وهناك تقارب كبير في وجهات النظر كما أن هناك عملا مشتركا في مجال الإغاثة والمشاريع الإنسانية".

وفي مجال مكافحة التطرف تتشارك الإمارات بريطانيا ترؤس المجموعة العاملة لمكافحة التطرف التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.

وتعود أول زيارة لبريطانيا لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى عام 1953 حين قام بزيارة للندن تعرف من خلالها على مظاهر النهضة العمرانية فيها. وتلى ذلك زيارات عديدة في الستينيات من القرن الماضي، وكان آخرها زيارة رسمية للملكة المتحدة عام 1989.

ومع تطور إمارة دبي تجاريا افتتحت شركات بريطانية كثيرة فروعا لنشاطها في الإمارة.

وفي عام 1979، قامت الملكة إليزابيث الثانية بزيارتها الرسمية الأولى للإمارات افتتحت خلالها مركز دبي التجاري العالمي ومقر ميناء جبل علي وزارت أبوظبي والعين.

وفي عام 2010، قامت الملكة إليزابيث بزيارتها الرسمية الثانية للإمارات لتوطد أواصر العلاقات بين الدولتين.