تعرضت المؤسسات الصحفية الحكومية الثلاث الكبرى في مصر، الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية، إلى موجة من الاضطرابات خلال الأيام القليلة الماضية.

وشهدت صحيفة الأهرام مؤخراً اضطرابات عقب حركة تغييرات قام بها رئيس التحرير عبد العظيم حماد في قيادات الصحيفة.

وقام حماد بتعيين أربعة مديرين تحرير جدد للإشراف على أقسام الصحيفة، إلا أن التعيينات أثارت مجموعة كبيرة من الصحفيين الذين أكدوا أن رئيس التحرير اختار أصدقاءه ولم يستند إلى الكفاءة حسب رأيهم.
 
يذكر أن حماد حصل على إجازة مفتوحة من العمل، بعد تعرضه لاعتداءات لفظية من معارضيه.
 
وتطبع الصحيفة حاليا بشكل منتظم ولكن دون رئيس تحرير.
 
ويعد مدير التحرير الحالي للصحيفة عبد العظيم درويش من أبرز الأسماء المرشحة لخلافة حماد.
 
وفي مؤسسة أخبار اليوم أجبر عاملون رئيس مجلس الإدارة محمد بركات على الرحيل، وحاولوا التهجم عليه في مكتبه مساء الأربعاء.
 
وقال أحد العاملين رفض ذكر اسمه لسكاي نيوز عربية إن موظفي الأمن حالوا دون وصول العاملين المحتجين إلى بركات، ونجحوا في إخراجه من المؤسسة عن طريق مصعد خلفي.
 
وأضاف أن المحتجين أغلبهم من سائقي المؤسسة ومن عمال المطابع، الذين يطالبون بتقاضي مستحقات مالية يتهمون بركات بالتغاضي عن صرفها.
 
وطالب عاملون آخرون برحيل بركات بسبب بلوغه السن القانونية للتقاعد بالمؤسسات الصحفية وهو 65 عاما في الرابع من يناير الجاري.
 
كما اعترض العاملون على تجديد بركات لعقود 82 من الصحفيين ومديري ورؤساء القطاعات الذين تجاوزوا السن القانونية، ما يحمل المؤسسة أعباء مادية طائلة حسب آرائهم.
 
وتولى الكاتب الصحفي محمد الهواري رئاسة مجلس إدارة الأخبار بناء على مذكرة من المجلس الأعلى للصحافة.
 
وكان الهواري يعمل رئيسا للصفحة الاقتصادية بالأخبار ومدير تحرير لها، وتم تعيينه كرئيس لمجلس الإدارة حتى 25 أكتوبر المقبل حيث يصل إلى السن القانونية في هذا التوقيت.
 
وفي مطابع دار التحرير التي تصدر جريدة الجمهورية، اعتصم مهندسو المؤسسة مساء الأربعاء، الأمر الذى تسبب فى تأخر طبع عدد اليوم الخميس حتى منتصف الليل.
 
وذكرت تقارير صحفية أن السبب في ذلك مطالبتهم بحقوقهم المالية التى تأخرت قرابة الـ 6 أشهر، ورغبتهم في إقالة مدير شركة تعاقدت معها الجمهورية لتشغيل المطابع.
 
وقال فتحي محمود مدير تحرير الأهرام لسكاي نيوز عربية إن تطورات الأحداث في المؤسسات الصحفية القومية يعكس صورة ضبابية عن الجهة التي سوف تسيطر على المؤسسات.
 
يذكر أن المجلس الأعلى للصحافة في مصر يتبع مجلس الشورى الذي تبدأ انتخاباته الشهر المقبل، والذي من المتوقع أن يشهد سيطرة للإسلاميين على خلفية نتيجة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
 
وأضاف محمود: عقب انتخابات مجلس الشورى ستكون هناك حركة تغييرات في قيادات المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة.
 
وأشار إلى أن بعض المؤسسات الصحفية الأخرى مثل دار الهلال وروزاليوسف ودار المعارف تتلقى الدعم من المجلس الأعلى للصحافة لصرف رواتب الصحفيين العاملين بها، بعد أن كانت تتبع رئيس الجمهورية الذي كان يرى أنها إحدى أدوات الحكم.
 
جدير بالذكر أن الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة لبيب السباعي يرقد في حالة غيبوبة بأحد مستشفيات القاهرة.