تدور في سوريا اشتباكات عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات الحكومية ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والمعارضة السورية المسلحة من جهة أخرى في معركة تهدف للسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية.

وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي يتقدم في ريف مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة وأن استعادتها "مسألة أيام لا أكثر"، حسب وكالة فرانس برس.

وتقود القوات الحكومية المعركة على الجبهتين الشمالية والشرقية في منطقة القصير، في حين يخوضها حزب الله على الجبهتين الجنوبية والغربية القريبتين من الحدود، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المصدر العسكري أن "الهدف من العملية في الدرجة الأولى هو منع دخول المجموعات الإرهابية المتطرفة إلى حمص والمناطق المحيطة" في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يسميهم الإعلام الحكومي "إرهابيين".

وعملية استعادة مدينة القصير من "أصعب العمليات بسبب المقاومة الضروس للمقاتلين الذين يتمتعون بمعنويات مرتفعة، وهم مستعدون للموت في الدفاع عنها، ولا يمكن القوات النظامية استعادتها إلا في حال دمرتها بالكامل"، كما حدث في حي بابا عمرو في حمص القديمة، حسب المرصد.

وتعتمد القوات الحكومية في معركة القصير على مقاتلين من النخبة في حزب الله، كما تقول مصادر المعارضة، في حين يؤكد الحزب أن عناصره الموجودين في سوريا هم من "اللبنانيين الشيعة" المقيمين في قرى حدودية داخل الأراضي السورية ويدافعون عن أنفسهم ضد مقاتلي المعارضة.

وكان أحد قادة الحزب قال أمس الاثنين إن الدفاع عن هذه القرى هو "واجب وطني".

"الحر" يستهدف منطقة الهرمل اللبنانية

مدانيا، استهدف الجيش الحر الثلاثاء منطقة الهرمل اللبنانية بصاروخين مصدرهما منطقة القصير الحدودية في ريف حمص، وذلك عشية تهديد المعارضة السورية لحزب الله من مغبة التدخل في سوريا، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.

وكان جورج صبرة، المكلف بمهام رئيس الائتلاف السوري المعارض لحين اختيار رئيس له بعد استقالة معاذ الخطيب، اتهم حزب الله اللبناني بقتل أبناء الشعب السوري واحتلال عدد من القرى مشيرا إلى أن عناصر الحزب عبروا الحدود إلى قرى ومدن في الداخل.

كما طالب صبرة "أهلنا من شيعة لبنان بأن يمنعوا أبناءهم من قتل السوريين" واعتبر أن ما يجري في منطقة القصير بحمص "إعلان حرب من حزب الله على الشعب السوري".

الأسير و"كتائب المقاومة الحرة"

ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوة إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، الشيخ أحمد الأسير، إلى تشكيل مجموعات مسلحة وصفها " بكتائب المقاومة الحرة" للدفاع عن النفس في حال قرر حزب الله بدء القتال في لبنان على غرار القتال الذي يقوم به في سوريا.

ودعا الأسير كل مسلم في لبنان وخارجه إلى التوجه إلى القصير للدفاع عن أهلها، في إشارة إلى تدخل حزب الله في الأراضي السورية للقتال إلى جانب القوات الحكومية ضد مسلحي المعارضة.

اتصال يجمع صبرة والسنيورة

وعلى الصعيد السياسي، بحث رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة ورئيس كتلة المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة، الثلاثاء، في اتصال هاتفي الأوضاع عند الحدود الشمالية للبنان، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.

جورج صبرة رئيس الائتلاف السوري الجديد

وأبلغ صبرة السنيورة إدانته لما وصفه بتورط حزب الله في القتال داخل سوريا، الأمر الذي رفضه الأخير كما أدان أعمال القصف التي تستهدف الأراضي والبلدات اللبنانية في الشمال والبقاع من الجانب السوري سواء كان ذلك من المعارضة أو الحكومة.

ويعد هذا الاتصال الأول من نوعه بين المعارضة السورية وطرف لبناني منذ تصاعد حدة الوضع في شمالي شرقي لبنان.