قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن "هناك سفنا محملة بالأسلحة تأتي من ليبيا إلى لبنان ثم سوريا"، في طريقها إلى المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد منذ أكثر من عامين.

وأضاف في كلمة له أمام مجلس الامن الدولي، الخميس، أن "بعض الأطراف تصر على إطالة العنف في سوريا، والكثير من التقارير تشير إلى شراء ضمائر الحكومات التي تفتح حدودها أمام المجموعات التي تهرب الأسلحة"، على حد تعبيره.

وشدد على أن دمشق "سوف تلاحق كل من يمول الإرهاب وتحاكمهم بتهمة تمويل الإرهاب. ليس هناك تبرير لأي حكومة غربية لجهلها وتمويل الإرهاب وإرسال المسلحين للمشاركة في سفك الدماء".

وألقى الجعفري باللائمة في ما تشهده سوريا "على الإرهاب والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، واتهم "دولا مجاورة بمنع اللاجئين من العودة إلى سوريا".

وقالت الدول الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي، في بيان غير ملزم صدر بالإجماع، الخميس، إن "العنف المتصاعد في سوريا مرفوض تماما، ويجب أن ينتهي على الفور". واستنكر البيان "انتهاكات حقوق الإنسان من جانب قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة".

نزوح ربع السكان

وعلى الصعيد الإنساني، قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن عائلات سورية أحرقت في منازلها، وإن أشخاصا ضربوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز، وإن أطفالا تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وإن مدنا تحولت إلى أنقاض في الحرب المستمرة في سوريا منذ عامين، وهو ما وصل بالأوضاع إلى كارثة إنسانية.

وقال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، ومنسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس، خلال جلسة مجلس الأمن، الخميس، إن ربع سكان سوريا البالغ تعدداهم 22 مليون نسمة شردوا داخل بلدهم، وإن 1.3 مليون نسمة فروا إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقالت آموس إنه يوجد 6.8 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدات. وأضافت أن من بين 1.5 مليار دولار تعهد المانحون الدوليون بتقديمها لتغطية تكاليف الاحتياجات الإنسانية لسوريا، لم يتم تحصيل سوى نصف هذا المبلغ فقط.

فرار 8000 شخص يوميا

وقال غوتيريس إنه منذ فبراير يفر 8000 سوري يوميا عبر حدود البلد في معدل قد يزيد عدد اللاجئين السوريين بأكثر من المثلين بحلول نهاية العام إلى 3.5 مليون شخص.

وحذر من أن "الصراع قد يمتد إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وكلهم جيران سوريا الذين يتحملون عبء اللاجئين". وقال إنه "مع الأخذ في الاعتبار عدد اللاجئين المسجلين فقط، فإن تعداد سكان لبنان زاد بنسبة عشرة بالمائة".

تخوف كردي

من جانبه، قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، إن قصف مناطق كردية في سوريا يشير إلى أن أكراد سوريا الذين كانوا بمعزل منذ فترة طويلة عن الصراع أصبحوا مستهدفين بطريقة متزايدة من جانب القوات الحكومية بعد أن أبرموا اتفاقات مع معارضين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وتابع: "هناك سبب محتمل آخر وهو أن الأسد يخشى من أن تركيا التي تأوي معارضين سوريين، والتي دعته إلى التنحي قد تساعد أيضا أكراد سوريا بعد الدخول في محادثات سلام مع الأقلية الكردية المضطربة عندها".

وقال ناشطون أكراد إنه قتل 11 مدنيا عندما قصفت طائرات سورية قرية كردية في منطقة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا الأحد الماضي. وكانت هذه أكبر خسائر في الأرواح يصاب بها الأكراد في هجمات للحكومة منذ بدء الانتفاضة على الأسد قبل عامين.