قال نائب الرئيس المصري السابق حسني مبارك إنه يخوض السباق الرئاسي لمنع الإسلاميين من تحويل مصر إلى دولة دينية.

وقال عمر سليمان، الذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات العامة في عهد مبارك، إن قرار الإخوان المسلمين ترشيح أحد قياداتها "أرعب" المصريين.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين، التي برزت كأقوى فصيل سياسي بعد ثورة العام الماضي، قد عدلت عن قرارها السابق بعدم طرح مرشح للرئاسة.

وفي مقابلة نشرت الخميس في صحيفة الفجر المصرية الأسبوعية، حذر سليمان من أن الإخوان المسلمين سيبسطون سيطرتهم على كافة مؤسسات الدولة إذا ما فازوا بالانتخابات وحذر من أن مصر ستصبح معزولة دوليا إذا حدث ذلك.

وتسيطر الجماعة بالفعل على ما يقرب من نصف مقاعد مجلس الشعب. وبفضل ما حققه الإخوان المسلمون والأحزاب الإسلامية الأخرى، بلغ تمثيل التيار الإسلامي ما يقرب من سبعين بالمائة من مقاعد المجلس التشريعي.

وقال سليمان: "أعتقد أن أولئك الذين يطالبون بترشحي، مثل أغلبية المواطنين في هذه البلاد، في مأزق، بل الدولة كلها في مأزق، لا سيما بعدما قرر الإخوان طرح مرشح لرئاسة الجمهورية بعد أن تعهدوا بعدم القيام بذلك."

وأضاف: "هذا التغيير ألقى الرعب في نفوس أفراد المجتمع المصري. وإذا فاز مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية، سوف تتحول مصر إلى دولة دينية. وسوف تسيطر جماعة الإخوان المسلمين على جميع مؤسسات الدولة".

جاءت تصريحات سليمان في وقت يناقش فيه البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون مشروع قانون يحرم رموز نظام مبارك من الحقوق السياسية، بما في ذلك التصويت والترشح للمناصب لمدة 10 سنوات.

وفي حال تم إقراره، فإن هذا القانون سيحرم سليمان من الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر لها مايو المقبل، بالإضافة إلى مرشح آخر، أحمد شفيق، آخر رئيس لمجلس الوزراء في عهد مبارك.

وخلال ثلاثة عقود رئاسة مبارك، حظر على جماعة الإخوان المسلمين ممارسة النشاط السياسي وسجن الآلاف من أعضائها.

وقال ممثلو الحكومة للبرلمان الخميس إن مشروع القانون ينتهك الدستور، وأشار وزير العدل محمد العطية إلى أنه لا ينبغي حرمان أي شخص من حقوقه السياسية دون أمر قضائي.    

ورد أعضاء البرلمان بأن البلاد لا تزال في "حالة ثورة" تخول للهيئة التشريعية اتخاذ مثل هذا القانون.

وحذر آخرون من أن رئاسة سليمان تعني حبس النواب وما وصفه أحدهم بعودة نفوذ إسرائيل في مصر. وكان سليمان يقوم بزيارات متكررة إلى إسرائيل للحفاظ على أول وأقدم معاهدة تبرمها دولة عربية مع الدولة اليهودية.

وقال النائب الإسلامي المستقل وأحد الخبراء القانونيين محمود الخضيري: "إننا في حالة دفاع عن النفس ونحن ندافع عن مصر وعن أنفسنا. عودة عمر سليمان تعني عودة مبارك للقصر وذهابنا جميعا إلى السجن، وهؤلاء هم المحظوظون لأن الآخرين سوف يرسلون إلى المشنقة".