بعد سنوات من الاتهام ببث الفتنة والتطرف وخدمة أهداف مشبوهة، جاء قرار السلطات التونسية بإغلاق فضائية "الزيتونة"، المقربة من حركة النهضة الإخوانية.

ولم يكن القرار مفاجئا كما تروج أبواق الإخوان، فهو يعود لعام 2017، لكن حكومة النهضة التي كانت تقبض على مقاليد الأمور لعقد من الزمان عطلته لنحو 4 سنوات.

ونفذ القرار الأربعاء، حيث أغلقت قوات الأمن قناة الزيتونة الإخوانية التي تمول من الخارج، بحضور أعضاء من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ومسؤولين من وزارة العدل.

كما جرى توقيف عامر عياد، وهو مقدم برنامج حواري في القناة، بتهمة "تقويض أمن الدولة".

وقالت السلطات إن إجراءاتها جاءت بسبب عدم وجود تراخيص قانونية لازمة لبث القناة، التي تعمل منذ عام 2012.

بوق للفتنة

وعبرت 19 منظمة حقوقية تونسية، في بيان مشترك، الجمعة، عن "ارتياحها لتطبيق القانون على قناة الزيتونة التي كانت تبث بشكل فوضوي بالإضافة إلى حثها على التفرقة بين التونسيين والدعاية الحزبية لحركة النهضة، وتشويه سمعة معارضيها والاستخفاف بقرارات الهيئة العليا المستقلة للسمعي والبصري (الهايكا)".

أخبار ذات صلة

اتحاد الشغل التونسي: البرلمان الحالي "انتهى"
تونس تترقب.. قرارات منتظرة أخرى لقيس سعيّد قريبا

ودعت الجمعيات "الهايكا"، لأن "تضع حدا للبث غير القانوني لكل من قناتي نسمة وحنبعل (خاصتين)".

وأشارت إلى أن "الحكومات السابقة وقفت موقف المتفرج ازاء تمردها على القانون، وما انجر عن ذلك من إحكام قبضة لوبيات سياسية ومالية على وسائل الإعلام، وانتهاكات صارخة لأخلاقيات العمل الصحفي، واستغلال فظيع للصحفيين الشبان، وإساءة لمكانة المهنة الصحفية في المجتمع".

ومن بين الجمعيات الموقعة على البيان "الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية"، و"جمعية يقظة من أجل الديمقراطية"، و"المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة"، و"اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس".

قرارات الرئيس الأخيرة لقت ترحابا شعبيا

تبييض الأموال

وقال الكاتب الصحفي التونسي أيمن بن عمر، إن "الزيتونة قناة إخوانية تابعة لأسامة بن سالم نجل القيادي الإخواني محمد بن سالم، وأنشئت بتمويل خارجي، وهي بوق دعاية للسياسات الإخوانية وليس لها موارد إشهارية".

وأضاف الكاتب المختص في الشأن السياسي لموفع "سكاي نيوز عربية"، أنه "من خلال القناة يمارس الإخوان تبييض الأموال".

وأشار إلى أنها "قرار إغلاقها صحيح تماما كونها غير قانونية ولا تمتثل لكراس الشروط، أي أنها لا تصرح بمداخليها للدولة ولا تشغل الصحفيين والتقنيين بعقود رسمية كما أنها ليست منخرطة في الضمان الاجتماعي".

وأوضح أنها "ترفض تسوية أوضاعها حتى تواصل تبييض الأموال الخارجية المتدفقة للإخوان لتخريب تونس".

ودلل على ذلك بأن "القرار كان يجب أن يطبق من 4 سنوات، ومنحتها هيئة الاتصال السمعي البصري الفرصة للقناة لتسوي وضعيتها لكنها رفضت الامتثال".

تباين الآراء السياسية بشأن جدوى الحوار الوطني بتونس

إلهاء الناس

وحول أجندة القناة، قال بن عمر إنها "عملت على تلميع صورة الإخوان وإلهاء الناس عما أوصلوا إليه البلاد، وكذلك تشويه خصومهم السياسيين، فهي تظهر كل من يستهدف الإخوان في تونس بأنه معاد للدين".

وتابع: "عملت القناة على تقديم حركة النهضة والإسلام السياسي كتيار ديمقراطي يؤمن بمدنية الدولة ويناصر الثورة، في حين أن خصومه هم أعداء الثورة بشكل ينافي الواقع تماما".

وأشار إلى أنه "منذ 25 يوليو الماضي، أصبحت القناة مختصة في تشويه الرئيس قيس سعيّد لدرجة أنها استضافت حمة الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي، وكان ألد أعداء النهضة، لا لشيء إلا لأنه ضد قرارات الرئيس".

وفي التاريخ المذكور، قرر سعيّد إقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان الذي كان يترأسه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، ورفع الحصانة عن نوابه.

ولاقى قرار غلق قناة الزيتونة تأييدا واسعا في الشارع التونسي، وسط مطالبات بإغلاق كافة القنوات التي تعمل أبواقا للفتنة والدعاية، وتستقوي على الدولة بالأموال المشبوهة.