قبل هبوب رياح التغيير علي المنطقة بقرابة 50 عاما، فيما عرف بالربيع العربي في عام 2011، عرفت السودان الثورة والانتفاضة الشعبية.

وإن كانت البداية من مصر التي قام ضباطها الأحرار بانقلاب عسكري أطاح بالحكم الملكي في يوليو 1952، فالسودان سبق العديد من دول المنطقة في التخلص من حكم لا يرغبه الشعب عندما انتفض السودانيون مرتين: مرة على نظام إبراهيم عبود في أكتوبر 1964، والانتفاضة الثانية أسقطت نظام جعفر النميري في أبريل 1985 .

ورغم أن السودان كان يحتفل دائما بنجاح انتفاضته الشعبية السلمية، إلا أنه لم يتم إحياء المناسبة هذا العام، نتيجة الاحتقان السياسي السائد الآن بين شماله وجنوبه إثر انفصالهما.

 مرت ذكرى انتفاضة أبريل السابعة والعشرين هذا العام في صمت، باستثناء بعض المشاركات الشعبية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، ما فسره مراقبون بأنه نتاج طبيعي من قبل الدولة السودانية خشية تذكير الشعب بتلك الأحداث.

 وقال المحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح لـ"سكاي نيوز عربية" إنه تم الاحتفاء بذكرى انتفاضة أبريل على مستوى شعبي ضيق وعبر مواقع الإنترنت فقط ، لافتا إلى أنه لم تكن لدى الدولة رغبة  في إحياء ذكرى المناسبة حتى لا يقوموا بتذكير السودانيين بتجاربهم الثورية السابقة  فيحاولون تكرارها.

وعبر صالح عن دهشته بعدم إحياء المعارضة السودانية أيضا للمناسبة رغم حديثها المستمر عن رغبتها في إسقاط نظام الخرطوم.

من جانبه قال الجزولي دفع الله رئيس التجمع النقابي الذي أزاح نظام النميري من الحكم في 6 أبريل 1985، ليصبح بعدها رئيسا للوزراء، اعتبر أن الأجواء في السودان الآن مهيأة للتغيير.

واتهم دفع الله الحكومة السودانية بالتآمر للتعتيم على هذه المرحلة المهمة من تاريخ السودان ، معربا عن أسفه بعدم تحقيق الانتفاضة في السودان لأغراضها.

وقال لـ"سكاي نيوز" : "رغم أن ثورات السودان أزالت أنظمة شمولية لكنها لم تؤسس لأنظمة ديمقراطية".

وحول عدم احتفال أحزاب المعارضة بانتفاضة أبريل أكد دفع الله أن أحزاب المعارضة السودانية لم يكن لها دورا ملحوظا في انتفاضة أبريل لكي تحتفي بها أو تعيد إحياء ذكراها.

وأضاف: "ليس هناك حزب سياسي واحد يمكنه أن يدعي أن له دورا في هذه الثورة ".

في المقابل أكد نائب أمين أمانة الإعلام بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ياسر يوسف، أن حكومته لم تمنع أي جهة من الاحتفال بذكرى ثورة إبريل، مشددا على أن أبواب الحرية مفتوحة لكل الراغبين في ذلك .

وقال يوسف: "الشعب السوداني أنجز ثوراته في السابق، ولم يتذكر إحياء ذكرى الثورة هذا العام لأنه عندما ثار حينها كان يريد الحريات والكرامة والمستقبل والآن كل ذلك متوفر في السودان".

يذكر أن ضباط من الجيش السوداني، على رأسهم الفريق تاج الدين واللواء عثمان عبد الله، قاموا بانقلاب عسكري في أبريل 1985 على حكم النميري الذي استمر نحو 15 عاما وقاموا بتسليم مقاليد السلطة إلى عبد الرحمن سوار الذهب الذي تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة مشير فورا.

وسلم سوار الذهب في العام التالي مقاليد السلطة للحكومة الجديدة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي، معتزلا العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.