انتقد رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، يوم الاثنين، موقف السلطة الفلسطينية من اتفاق السلام الذي أبرمته كل من دولة الإمارات والبحرين مع إسرائيل، مؤخرا.

ونبه الأمير بندر إلى أن القضية الفلسطينية قضية عادلة لكن محاميها "فاشلون"، مضيفا أن القيادة الفلسطينية تراهن دائما على الطرف الخاسر "وهذا له ثمن".

وقال الأمير بندر بن سلطان "ما سمعته مؤلم، لأنه كان متدني المستوى وكلام لا يقال من قبل مسؤولين عن قضية يريدون من كل الناس أن يدعموهم".  ووصف انتقادات السلطات الفلسطينية للاتفاق بأنه "تجرؤ بالكلام الهجين"مضيفا أنه غير مقبول.

ويأتي حديث الأمير بندر بن سلطان، فيما تواجه القيادة الفلسطينية انتقادات بسبب إساءتها إلى دول شقيقة، رغم الدعم الذي قدمته السعودية على مدى أعوام طويلة للشعب الفلسطيني.

وأشار الأمير بندر إلى الدعم الذي قدمه ملوك السعودية المتعاقبون على مدى عقود للقضية الفلسطينية وقال إن على الشعب الفلسطيني أن يتذكر أن المملكة كانت دائما حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة.

موقف خليجي

ويرى الكاتب والباحث السياسي، عبد الله الجنيد، أن الأمير بندر بن سلطان، عبر عن موقف كافة الخليجيين الذين يرفضون الإساءة لدولتين من دول مجلس التعاون.

وأضاف الجنيد في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكل كان يترقب هذا التصريح، نظرا إلى حنكة الرجل ومسيرته المهنية الحافلة في السياسة.

ويرى الباحث أن الدول الخليجية لن تتخلى عن القضية الفلسطينية رغم تواتر هذه الإساءات من السلطة الفلسطينية التي فشلت في الدفاع عن قضيتها.

وشدد على أن الدول الخليجية تقيمُ فرقا بين القيادة الفلسطينية، من جهة، والشعب الفلسطيني، من جهة أخرى، لأن دعم القضية مبدأ راسخ ولن يتزحزح.

وأورد الجنيد أن السلطة الوطنية فشلت في تحقيق مشروع سياسي ينهض بالإنسان أو يجلب أي فائدة للشعب، ولذلك السبب، اختارت أن تهرب إلى الأمام عندما جرى إبرام اتفاق السلام مؤخرا.

وحينما سئل الجنيد عن خطوات السلطة الفلسطينية عقب السلام، مثل الهرولة صوب أطراف مناوئة للدول العربية وأمنها مثل تركيا، قال الجنيد إن هذه الخطوة تكشف واقع الفشل.

وذكر أن اجتماع الفصائل الفلسطينية في بيروت، مثلا، وصل إلى حد اللقاء مع أطراف مصنفة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية مثل حزب الله.

ووصف هذه الخطوة بالانخراط في الدور التدميري الذي تقوم به إيران في منطقة الشرق الأوسط منذ 2003، فضلا عن الدور الذي تضطلع به تركيا قبل اندلاع أحداث 2011 في عدد من الدول العربية.

وأكد الجنيد أنه على منظمة التحرير الفلسطينية أن تعي أن موقف بندر بن سلطان يجسد الرؤية الخليجية.

أخطاء السلطة

من ناحيته، يرى الكاتب والباحث السياسي، أحمد الركبان، أن المملكة العربية حرصت على تقديم الدعم بسخاء للقضية الفلسطينية منذ نشأتها قبل مدة تزيد عن 90 عاما.

وأورد أن الرياض جعلت القضية الفلسطينية أساسا التعامل مع المنابر الدولية، كما ضمنت تسليم الرواتب والدعم الدولي للشعب الفلسطيني، ولم تسمح يوما بالنيل من حقوق الفلسطينيين.

وأورد الركبان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن ما قامت به حركتا فتح وحماس عبر الارتماء في حضن إيران وتركيا، مؤخرا، يكشف أن الطرفين "مسيطر عليهما".

وأضاف أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يتاجر بالقضية الفلسطينية علما أن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل، على كافة المستويات.

لكن هذا الموقف المسيء الذي صدر عن السلطة الفلسطينية لن يجعل دول الخليج تنصرف عن القضية، بحسب الركبان، لأنها ما زالت أساسية في سلم الأولويات.

ويشير  الركبان إلى أن ما يغيب عن أذهان كثيرين هو أن الدول الخليجية والعربية هي التي تحافظ على القضية الفلسطينية فيما انصرف قادة السلطة الفلسطينية إلى هواجس المال وإقامة المشاريع.

ويرى الباحث السعودي أن هؤلاء الذين انصرفوا عن هموم الشعب الفلسطيني هم الذين باعوا القضية في الواقع، وليس الدول الخليجية التي حرصت دائما على الوقوف بجانبه، رغم أخطاء السلطة وزلاتها.

الموقف الخطأ

ويرى أستاذ العلوم السياسية، حسن سلامة، أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تقرأ الموقف بصورة جيدة حين اختارت أن تناوئ دولتين أبرمتا معاهدة سلام مع إسرائيل.

وقال سلامة في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن موقف دولة الإمارات قدم دعما للقضية الفلسطينية ولم يكن بحثا عن مصلحة ذاتية.

وأضاف أن النحو الذي تصرفت به السلطة الفلسطينية لا يساعد على حل القضية، مضيفا على القادة أن يكونوا أكثر مواكبة وتطورا مع المستجدات.

وأشار إلى أن اتفاق السلام المبرم بين دولة الإمارات وإسرائيل أسدى خدمة كبيرة للفلسطينيين حينما أوقف عملية ضم أراض فلسطينية.

ويرى سلامة أن الأجدر بالسلطة الفلسطينية هو أن تبادر إلى الاستفادة مما تحقق والبناء عليه، عوض الارتماء خارج المحيط الخليجي والعربي.

أخبار ذات صلة

كيف يمكن للفلسطينيين البناء على السلام الإماراتي الإسرائيلي؟

وأورد أن من يعرقل تسوية القضية الفلسطينية هو الفهم الخاطئ من جانب السلطة، وشدد على ضرورة أن تعود إلى المحيط العربي، لأن خطوة السلام قدمت منطلقا للتفاوض والسير نحو الحل.

وقال الأكاديمي المصري إن السلطة الفلسطينية محتاجة إلى هذه العودة، لأن الأطراف الإقليمية التي تستغل القضية مثل إيران وتركيا تسعى إلى تحقيق مصالح ذاتية، في حين تدعم الدول الخليجية والعربية القضية الفلسطينية إيمانا بمبدأ راسخ.