بعد مسيرة عسكرية وسياسية حافلة، غيب الموت، الخميس، الرئيس السوداني الأسبق والأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية السابق، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، عن عمر يناهز 83 عاما، بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض.

ولد سوار الذهب في أم درمان، ثم انتقل بعد سنتين إلى مدينة الأبيض حاضرة إقليم شمال كردفان رفقة والده، الذي ذهب إليها ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن.

تخرج من الكلية الحربية في العاصمة الخرطوم ضابطا قبل عام من استقلال السودان عام 1956، قبل أن يتلقى علوما عسكرية عليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.

وتدرج في السلك العسكري حتى أصبح رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة ووزيرا للدفاع.

وعند قيام انتفاضة أبريل عام 1985 تسلَّم سوار الذهب مقاليد الحكم في البلاد، للخروج بها من أزمة سياسية، متعهداً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة واحدة.

وفي الموعد المحدد، سلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي، ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني، وبعدها اعتزل العمل السياسي، وترأس منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

وشارك بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالميـة المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية.

وكان له دور بارز في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده، فكان رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، وأسس كلية شرق النيل الجامعية، كما كان أحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية.

وترأس عددا من جمعيات أصدقاء المرضى، وكان عضوا في عدد آخر منها، ورئيسا للصندوق القومي للسلام في السودان، وهيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.

مُنِح المشير عَبد الرحمن محمّد سوَار الذّهب جائزة الملك فيصل لعام 2004 ، تقديراً لجهوده من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلاميَّة في السودان.