رمت روسيا كرة "إدلب" في ملعب تركيا، وحملتها مسؤولية فصل المتطرفين عن المعارضة المعتدلة، فيما تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الإصرار على أن أي استخدام لأسلحة كيماوية من جانب دمشق في عملية عسكرية متوقعة، سيؤدي إلى تصعيد خطير.

وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، الثلاثاء، إن موسكو تأمل بالتوصل لحل سلمي للوضع في إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، مشيرا إلى أن تركيا منوط بها فصل المتطرفين عن المعارضة المعتدلة.

وذكر لافرينتيف للصحفيين، بعد محادثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا "نقول إن من الأفضل تسوية الوضع في إدلب بطريقة سلمية. من الممكن تفادي استخدام القوة المسلحة".

وأضاف قائلا "محافظة إدلب.. هي بشكل منطقة تقع ضمن مسؤولية تركيا، ومسؤوليتها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين"، في إشارة إلى النفوذ التركي على الطرفين.

وفي نفس الوقت، يقول المبعوث إنه يعتقد أن روسيا وإيران وتركيا ستتفق على "برنامج وآلية" العملية العسكرية في إدلب.

وتدعم إيران وروسيا الحملة العسكرية المقترحة على إدلب، التي من المتوقع أن تشارك فيها قوات النظام، رغم مناشدات تركيا بوقف إطلاق النار.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن الهجوم الذي قد تنفذه القوات السورية على إدلب سيسبب مخاطر إنسانية وأمنية لتركيا وأوروبا وغيرهما.

الخط الأحمر

من جانبها وقالت سفيرة الولايات المتحدة، نيكي هايلي، أمام مجلس الأمن الدولي، إن "العواقب ستكون وخيمة" في حال تم شن الهجوم في إدلب ووقع عدد كبير من الضحايا. وأضافت: "سيحملهم العالم المسؤولية". 

وأردفت السفيرة الأميركية، قائلة  إن "القوات السورية التي تدعمها روسيا وإيران شنت بالفعل 100 غارة جوية على إدلب هذا الشهر"، مشيرة إلى أن هدفها الوحيد هو القيام بغزو عسكري دام لإدلب".

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الثلاثاء، أن هجوم قوات النظام السوري على إدلب قد تكون له تداعيات مباشرة على الأمن في أوروبا، بسبب الخوف من تفرق آلاف المتطرفين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم إلى اوروبا.

وقال الوزير الفرنسي، في تصريح لإحدى القنوات المحلية، إن "الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من المقاتلين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطرا على أمننا في المستقبل"، مشددا على أن "استخدام السلاح الكيماوي خطأ أحمر بالنسبة لفرنسا".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون شدد مرة أخرى، الاثنين، على أن الولايات المتحدة وحلفائها البريطانيين والفرنسيين اتفقوا على أن أي استخدام لأسلحة كيماوية أخرى من جانب دمشق سيؤدي إلى تصعيد كبير ، مقارنة بالضربة السابقة بعد استخدام أسلحة كيماوية في خان شيخون بإدلب.

وأوضح بولتون في بيان "إذا كان هناك استخدام للأسلحة الكيماوية، فإن الرد  هذه المرة سيكون أقوى بكثير".

وحذر رئيس وكالة الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من أن إدلب يمكن أن تشهد "أسوأ كارثة إنسانية، مع أكبر خسارة في الأرواح في القرن الحادي والعشرين".