وجه النظام الإيراني، الثلاثاء، على لسان قائد جيشه، رسالة إلى الحكومة العراقية المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق، انطوت على تهديد مبطن باستعمال القوة العسكرية في أراضيهما، وذلك بعد أيام من قصف الحرس الثوري لمناطق في الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي.

وطالبت إيران في رسالتها بتسليم من وصفتهم بـ" الإرهابيين الانفصاليين"، في إشارة إلى مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، الذي تعرضت مواقعه لقصف الحرس الثوري التابع لنظام الملالي، الجمعة، الأمر الذي أسفر عن سقوط 14 قتيلا وعدد من الجرحى.

وأعربت بغداد وأربيل عن رفضهما للقصف الإيراني الذي استهدف منطقة كويسنجق في إقليم كردستان العراق. 

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، قوله: " يجب ألا تسمح الحكومة العراقية والسلطات الكردية بوجود مثل هذه القواعد على أراضيها ويجب أن تسلم هؤلاء الإرهابيين الانفصاليين إلى إيران".

وأضاف باقري :"إن كنتم لا تستطيعون تسليمهم فيجب عليكم ترحيلهم... إيران لها الحق في الدفاع عن نفسها".

وتابع قائد الجيش الإيراني "حاولت سلطات كردستان العراق مرارا منعهم لكن المجموعة تعمل بإيعاز من آخرين".

وأضاف "بإيعاز من دول بالمنطقة وأميركا.. نفذ هؤلاء الإرهابيون الانفصاليون عمليات داخل إيران... ومثل هذه الأفعال غير مقبولة بالنسبة لإيران"، لكن الحزب نفى مرارا مزاعم طهران.

ويؤكد الحزب أنه لا يتلقى دعما خارجيا، لافتا إلى أنه اضطر لحمل السلاح بعدما رأى عجز الوسائل السياسية عن تحقيق شيء يذكر، ويشدد على أنه يقاتل من أجل نيل حكم ذاتي أكبر في إيران.

ويعاني الأكراد، كغيرهم من الشعوب الفارسية، من بطش نظام الملالي، الذي يشمل حملات الإعدام والاعتقال، والتضييق على حرياتهم.

وتبلغ نسبة الأكراد في إيران، 10 في المائة من أصل أكثر من 75 مليون نسمة، هم مجموع الشعب الإيراني، حيث اتسمت العلاقة بين الكرد والأنظمة المتعاقبة بالمد والجزر، ولم تخل من صدامات دامية، وفق موقع الحقائق التابع للمخابرات الأميركية "CIA".