بلغة رشيقة رسم مقتدى الصدر من خلال تغريدة، ملامح الحكومة العراقية الجديدة، عبر انفتاحه على الجميع.

واستبعد الصدر بطريقة جريئة أذرع طهران العتيدة، أذرع لطالما مثلتها قائمتا الفتح برئاسة هادي العامري، ودولة القانون برئاسة نوري المالكي.

وهما القائمتان اللتان استبعدتا من نص التغريدة التي كانت أشبه بضوء أخضر بعث به مقتدى الصدر لبقية القوى المتناغمة مع مشروعه القائم على محاربة الفساد وإنهاء المحاصصة الحزبية والعبور فوق الطائفية.

رسالة البدء بالحوارات التي بعث بها الصدر على أساس ما هو معلن من نتائج، جاءت فيها قائمة سائرون في المقدمة، وشملت تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، حيث أراد الصدر بحنكة سياسية جذب تيار عمار الحكيم إلى مشروعه وإبعاد الحكيم عن التقارب مع إيران.

كما شملت الرسالة أيضاً ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وهو ائتلاف غالبية مكوناته سنية، لتكون بذلك إرادة واضحة تمثلها طموحات الشارع العراقي، في إشارة حسب التغريدة، إلى تجمع إرادة الانتخابي بزعامة حنان الفتلاوي أحد الوجوه المقربة إلى المالكي سابقا.

بوادر تقدم الصدر

 وبحسب كثيرين، فإن الصدر عمد إلى ذلك، ليقطع الطريق على المالكي في حصد مقاعد نيابية جديدة عن طريق التحالف مع الأحزاب الصغيرة، ومنها تجمع إرادة، ليبنى بذلك جيل جديد.

وهي الإشارة إلى الحزب الكردي المعارض الناشئ جديدا المعروف بحراك الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبد الواحد.

تغريدة الصدر شملت أيضا كلا من كتل التغيير والقرار، وبيارق الخير والنصر وبغداد هويتنا، أي القوى السنية مجتمعة مع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، ولم تغفل خارطة طريق الحكومة المقبلة التي أوضحت بعض من ملامحها تغريدة الصدر، لم تغفل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني.

تحالفات رسمت بتغريدة صغيرة ستكون قادرة إن طبقت على تشكيل كتلة كبيرة داخل البرلمان ستكون قادرة على جعل مسألة صعود قائمة الفتح المدعومة من إيران صعودا لا معنى له عملياً بسحب بساط تشكيل الحكومة، أو حتى المشاركة فيها من تحت أقدامها بعد أن توقع قادتها أن تكون لهم الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة واختيار رئيسها وفقاً لشروطها.