تثبت الأحداث من جديد ابتعاد الدوحة عن محيطها العربي، فقد توالت البيانات العربية والخليجية للتعبير عن التضامن مع الرباط بشأن قرارها قطع علاقاتها مع طهران، وذلك بسبب دعم ميليشيات حزب الله لجبهة البوليساريو.

إذ جاءت مواقف السعودية والإمارات والبحرين والأردن وجامعة الدول العربية واضحة، وداعمة لموقف المغرب.

أما الموقف القطري، والذي وصفته الأوساط المغربية بـ "الخجول والمتذبذب"، فقد أثار جدلا واسعا، إثر دعوة الدوحة إلى ما سمتها "إعمال الحوار" لتجاوز الأزمة بين المغرب وإيران.

كما أثار موقف الدوحة موجة استياء لدى وسائل الإعلام المغربية، التي اعتبرته خذلانا من الدوحة للرباط. بل ذهبت إلى اعتباره انسحابا قطريا من الجبهة العربية، وارتماء في الأحضان الفارسية.

وانتقدت وسائل الإعلام المغربية كذلك عدم إشارة الدوحة بشكل مباشر إلى الطرف الإيراني، والاكتفاء بتضامن خجول لا يكشف التوجه القطري بوضوح.

وربط محللون بين هذا الموقف القطري تجاه المغرب، وبين العلاقة المتينة بين الدوحة وطهران، وخاصة الروابط القطرية مع الحرس الثوري الإيراني.

ويجسد هذا الوضع، بحسب كثير من المحللين تخبط الدوحة، التي باتت تجد صعوبة في تحديد جبهاتها، خاصة بعد مقاطعة دول الخليج لها بسبب دعمها للإرهاب.

فمواقف قطر باتت تتأرجح بين لعبة الصراعات الدبلوماسية وجبر الخواطر، في محاولة لاستعادة التوازنات الإقليمية المفقودة.

ويبدو أن موقف قطر قد كرّ سبحة خذلانها لقضية الرباط الأولى. إذ أشارت مواقع مغربية إلى أن المنصات الإعلامية القطرية لعبت دورا كبيرا في حشد تعاطف الرأي العام الدولي والمنظمات الحقوقية مع جبهة البوليساربو.

فقد خصصت الدوحة برامج وصفت زعيم جبهة البوليساريو بالقائد السياسي الصحراوي، كما استضافت ضيوفا منحازين للجبهة فقط.

وقد ذكّرت وسائل إعلام مغربية بظهور زعيم الجبهة إبراهيم غالي، وهو يتنقل في إحدى رحلاته إلى زامبيا على متن الخطوط القطرية، وهي حادثة أغضبت الشارع المغربي، وأثارت حفيظته.