مازالت الأزمة السورية ساحة لكثير من التناقضات، فمواقف اللاعبين الدوليين والمحليين، تتغير بين عشية أو ضحاها، حسب تقاطع المصالح أو تناقضها.

النظام السوري، الذي بدا سابقا غير معني بنجدة الأكراد في عفرين، بحجة أنهم يسعون إلى مشروع انفصالي عن الدولة السورية، بدأ اليوم ينحو في اتجاه آخر.

فحسب مسؤولين أكراد وآخرين في الحكومة السورية، باتت دمشق توفر دعما غير مباشر للمسلحين الأكراد، لمواجهة الهجوم التركي في عفرين.

وحسب اتفاق بين الطرفين فإن النظام السوري يسمح بإرسال تعزيزات إلى الوحدات الكردية في عفرين من مناطق أخرى، يسيطرون عليها في عين العرب، وغيرها من مواقع نفوذهم في منطقة الجزيرة السورية.

وهذه التعزيزات تمر عبر مناطق تسيطر عليها قوات النظام.

التقارب بين الطرفين يبدو محددا مكانيا، وقد يكون مؤقتا أيضا، ولا يبدو أنهما وضعا خلافاتهما جانبا من أجل مواجهة الهجوم التركي، ودليل ذلك أن قوات النظام في مواجهة مع وحدات حماية الشعب الكردية في مناطق أخرى.

هذا التقارب قد يخلط أكثر أوراق تركيا في عفرين، خاصة مع استمرار خسائرها هناك.

لكن طوق نجاة تركيا في معركة عفرين، الذي بات يلوح في الأفق، يتمثل بحديث الخارجية الروسية عن إعداد خطة لإدارج عفرين ضمن مناطق خفض التصعيد خلال محادثات أستانة المقبلة.

وكذلك موافقة الأكراد على انتشار الجيش السوري على الحدود مع تركيا على حساب الوحدات الكردية.

وفي حال موافقة أنقرة على خطة موسكو، فإنه حل قد يحفظ ماء وجهها في شمال سوريا.

وفي الوقت ذاته يعتبر مكسبا كبيرا للنظام السوري، من خلال إعادة بسط سيطرته على مناطق استراتيجية مهمة في شمال البلاد.