ارتفعت قيمة السوق الخاصة بالطائرات من دون طيار إلى أكثر من 5 مليارات دولار في غضون سنوات قليلة، في ظل اعتماد "بنتاغون"، ووكالة الاستخبارات المركزية، على تلك الطائرات في جبال أفغانستان، وباكستان، وصحراء اليمن .

لكن ما كان ينظر إليه في الآونة الأخيرة باعتباره جائزة تجارية كبرى، وبعدما توسع الاعتماد على تلك التقنية بشكل هائل من مساعدة الشرطة في الولايات المتحدة في مهام العثور على الأطفال المفقودين، وصولا حتى إلى نقل الوجبات، بات حاليا مهددا في السوق المحلية لأن الصناعة تواجه ما يشبه ثورة اعتراض في عشرات الولايات الأميركية، بسبب مخاوف الخصوصية .

وبينما تستعد شركات الطائرات بدون طيار لبيع "منتجاتها" للعملاء المحليين في عام 2015، فإن القائمين عليها يأملون في إطلاق سوق واعدة تبلغ حجمها عشرات المليارات من الدولارات .

وتقول مجموعة "تيل"، وهي شركة استشارية لصناعات الدفاع والفضاء، إن حجم السوق العالمية للطائرات بدون طيار، من المرجح أن يتضاعف خلال العقد المقبل، من 5.2 مليار دولار إلى 11.6 مليارا بحلول عام 2023، علما بأن نسبة صغيرة من هذا النمو المتوقع ستأتي من مشترين تجاريين داخل الولايات المتحدة.

وقرر الكونغرس العام الماضي دمج الطائرات من دون طيار، بسوق الطيران التجاري بالولايات المتحدة اعتبارا من عام 2015 ، ما يتيح آفاقا هائلة لهذه الصناعة، رغم أن العديد من القواعد المتعلقة بالاستخدام التجاري لا يزال يتعين الوصول إليها.

ويقول المؤيدون للاستخدامات التجارية إن الطائرات من دون طيار يمكن أن تلعب دورا حيويا في الخدمات العامة، بما في ذلك مراقبة الأعاصير، كما أن لها القدرة على دعم عدد من الصناعات، بما في ذلك نقل البضائع، والأعمال الزراعية.

وتتنافس أكثر من 20 ولاية على استضافة أحد مواقع الاختبار الستة المخططة للاستخدام التجاري للطائرات بدون طيار، باعتبار أنها صناعة يمكن أن تكون منفذا مهما يوفر فرص عمل جديدة.

لكن الأمر، على الجانب الآخر لا يزال يواجه محاذير ترتبط بمشكلات الخصوصية المرتبطة بالاستخدام المكثف لتلك الطائرات في المجال الجوي الأميركي .

واقترحت عشرات الولايات فرض رسوم للحد من استخدام الطائرات بدون طيار، وهي قيود يرى بعض المديرين التنفيذيين للصناعة أنها قد "تخنق" السوق التجارية، ما يستدعي بذل المزيد  من الجهود التشريعية، خلال الأشهر المقبلة.

"هذه الإشكاليات المتعلقة بالخصوصية تفرض نفسها"، حسب مايكل توسكانو، رئيس جمعية الطائرات غير المأهولة، وهي الذراع التجارية لصناعة الطائرات بدون طيار .

بينما يرى جاي ستانلي، وهو خبير في قضايا التكنولوجيا والخصوصية  أنه "إذا وضعت قواعد حماية الخصوصية السليمة، فسوف نرى الكثير من الأنباء السعيدة الخاصة بتلك الصناعة".