بعد أسبوعين من تفجر أعمال شغب في إحدى ضواحي باريس من المقرر أن يقوم الرئيس فرانسوا هولاند بضخ 5 مليارات يورو في هيئة استثمارات مباشرة من الدولة لتحسين مشروعات الإسكان الحكومية التي تضم عاطلين عن العمل وأعداداً كبيرة من المهاجرين والمجرمين والبائسين.

وتعتمد الدولة على أن يؤدي منح وظائف حكومية ومساكن أفضل في مساعدة ملايين الأشخاص، ومعظمهم مهاجرون لا يجيدون الفرنسية، يقيمون في جيوب فقيرة تحيط بالمدن الكبرى. 

ويعد علاج هولاند هذا، مع الأمل في اجتذاب 15 مليار يورو أخرى رد فعل ضئيلاً على مشكلة لاحقت 3 رؤساء فرنسيين.

وعرضت الخطة على الحكومة الجمعة، بعد يومين من زيارة هولاند إلى كليشي- سو- بوا، شمالي باريس، حيث أثارت اضطرابات في 2005 أعمال شغب عنيفة في عدة ضواحي بأنحاء البلاد.

القلاقل كانت بمثابة جرس الإنذار لفرنسا كي تنتبه لبؤس الضواحي الذي لطالما كان مختفياً عن الأنظار بسبب سوء المواصلات إلى المدن الرئيسية القريبة.

ولفتت أعمال شغب جديدة على مدار أسبوعين، الانتباه مرة أخرى إلى الغضب الذي يعتمل في الصدور.

وكانت أعمال الشغب في ترابيس، إحدى الضواحي جنوب غربي باريس، نشبت بعد القبض على رجل يزعم أنه هاجم شرطياً لفرضه غرامه على امرأة لارتدائها النقاب.

لكن خبراء الضواحي وسكانه يقولون إن مسألة النقاب ما هي إلا غطاء لمخاوف عميقة حيال البطالة والتمييز وضعف الاندماج في أوساط سكان قاطنيها وشعورهم باليأس من المستقبل.

وتقول أرميل أنغولا، 38 عاماً، وهي ممرضة منزلية من سكان ترابيس "البؤس الاجتماعي عميق. كل شيء ظهر على السطح بسبب نقاب".

خلال زيارته إلى كليشي- سوا- بوا الأربعاء الماضي، رفض هولاند التعليق على القلاقل في ترابيس والمدن المجاورة، لكنه اعترف بأن مساكن الضواحي ما زالت صندوق بارود رغم ضخ عشرات المليارات من اليورو منذ 2005.

وقال "الفتيل بطيء الاحتراق ما زال مشتعلاً، وبينما يحترق هذا الفتيل ببطء، يمكننا وقفه بمشاريع طويلة الأمد، طويلة الأمد جداً".

وفي كليشي- سوا- بوا، يعاني 20 في المائة من السكان البالغ عددهم 30 ألف شخص من البطالة- أي ضعف المتوسط الوطني- وترتفع هذه النسبة إلى 40 في المائة تقريباً لمن هم دون الخامسة والعشرين.

وتغطي خطة هولاند لتحديث الضواحي أكثر من 1300 حي اختيرت بسبب ارتفاع مستويات الفقر فيها، لكنها تركز على 230 منها.

ودشن هولاند خطة هذا الشهر تحت اسم "وظائف حقيقية" تتلقى فيها الشركات التي توظف شباناً أقل من 30 عاماً ممن كانوا عاطلين عن العمل لدة تزيد على العام، 5000 يورو من الدولة، والهدف هو تشغيل 10 آلاف شخص خلال 3 أعوام.

وتقضي الخطة بضخ 12 مليار يورو على مدار 10 سنوات تصل إلى 40 ملياراً من الاستثمارات الخاصة، وتم هدم أكثر من 91 ألف منزل وأنشئ نحو 81 الف منزل جديداً.