نزح ما يقارب 4 مليون سوري داخل البلاد جراء النزاع المستمر لأكثر من عامين، مادفع بعثة الاتحاد الأوربي إلى تقديم 65 مليون يورو، مايقارب 84 مليون دولار، استجابة للأزمة الإنسانية الناجمة عن مستوى العنف المتنامي وبشكل سريع في البلاد.

وقالت البعثة في بيان "نعلن عن تقديم 65 مليون يورو سيتم انفاقها داخل سوريا لمساعدة أكثر من 4 ملايين شخص أجبرهم القتال على الهرب من بيوتهم".

وأدى عدم توقف العنف والنزاع بين طرفي الصراع في سوريا إلى ازدياد تدهو الأوضاع المعيشية والحياتية لآلاف العائلات السورية، فمنهم من دمر منزله جراء القصف، ومنهم من غادره بسبب وقوعه في منطقة اشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، والآخر من قرر الانتقال إلى الأماكن الخالية من أشكال السلاح بشكل كامل.

نزوح اهالي البيضا وقرى بانياس من منازلهم

وقال أحمد، أحد سكان العاصمة دمشق، لموقع سكاي نيوز عربية "تعج حدائق المدينة وأرصفتها بالعائلات التي تحمل أشياءها في حقائب من النايلون.. منهم من لديه أغطية تقيه البرد.. ومنهم من يفترش الأرض فقط".

وأضاف "هناك العديد من الجمعيات الإغاثية التي تؤمن إما الغذاء أو النقود أو أماكن السكن أو الأغطية الشتوية.. لكن الحقيقة أن كل من يعمل في المجال الإغائي والمساعدات الإنسانية معرض للاعتقال من قبل الأمن أو المخابرات بحجة ممارسة عمل غير مرخص"، وتساءل قائلا "متى كان العمل الإغاثي لأبناء بلدنا بحاجة لترخيص؟ هل الطعام والشراب والأغطية الشتوية بحاجة لترخيص أمني؟".

بدورها،قالت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، كريستالينا جيورجيفا، إن "أوروبا ساعدت وسوف تستمر بمساعدة أولئك المتضررين".

ويبدو أن استمرار أعمال العنف في سوريا سيضع المجتمع الإغاثي الدولي بموقف العاجز عن تلبية الاحتياجات غير المسبوقة والواسعة النطاق، هذا ما تؤكده جيورجيفا وتؤكد "إننا على شفا الهاوية".

ولايعتبر فقدان المسكن الشيء الوحيد الذي يعاني منه نازحو الداخل، إذ تؤكد هيفاء، أستاذة علم اجتماع وناشطة إغاثية ومن سكان دمشق، أن هناك الكثير من المشاكل النفسية والصحية إلى جانب المشاكل الجسدية التي يعاني منها النازحون.

وتقول هيفا لموقعنا "ذكريات أليمة وصور قتل ودماء في أذهان الأطفال والمراهقين.. منهم من لا ينام ومنهم من يتبول قسريا ومنهم من يبكي طالبا العودة إلى المنزل.. هذا إلى جانب المشاكل التي يعاني منها الأهل والتي تنعكس بممارسة العنف والضرب على الأطفال في تنفيس واضح للضغوط التي يعانون منها".

مساعدات سابقة

وكانت المفوضية الأوروبية أنفقت 200 مليون يورو على المساعدات الإنسانية في سوريا والدول المجاورة، حيث تم تخصيص ما نسبته 49% من التمويل للداخل السوري والباقي تم توزيعه بين الأردن ولبنان وتركيا والعراق.

كما قام الاتحاد الأوروبي قبل ثلاثة أشهر بمنح 100 مليون يورو لجهود الإغاثة وذلك في مؤتمر المانحين في الكويت.

يذكر أن النزاع في سوريا أدى إلى نزوح 4,5 مليون شخص داخل البلاد، وإلى لجوء 1,4 مليون لاجئ إلى الخارج.