لا تتجلى الهيمنة الإيرانية على قطاع السياحة الدينية في العراق فقط في الأعداد الغفيرة للإيرانيين الوافدين على المراقد الشيعية المقدسة في النجف، وإنما تمتد إلى فرض الشركات الإيرانية أسعار زهيدة لا تغطي تكلفة الخدمات التي تقدمها الفنادق والمطاعم بالمدينة.

ويقول العاملون في مجال السياحة إن تكلفة الليلة الواحدة للإيراني لا تتجاوز 10 دولارات أميركية، الأمر الذي لا يغطي حتى ثمن التكلفة للخدمات بأدنى مستوياتها.

وما يمنح للسائح الإيراني لا يحصل عليه غيره، حيث يحصل الإيرانيون على أسعار تفضيلية في الفنادق بمبالغ أقل ما يمكن أن يقال عنها رمزية.

ويقول سهير عويد، صاحب أحد الفنادق:" بالنسبة للإيرانيين وللأسعار تبعتهم وصلت لعشر دولارات والشركات الانفرادي قاعدين يدفعون الآن سبع دولارات وبالنسبة للفنادق التي أخذتها العتبة فتحتها للإيرانيين وقاعدين ينزلون ووصلت سبع دولارات وثماني دولارات".

ويوضح أن أصحاب الفنادق ليس لديهم أي دور في التسعير لأن الشركات التي توفد الإيرانيين هي التي تتحكم في كل شيء.

وبلغ الاستحواذ الإيراني على السياحة أن من يتجول في المدينة يظن للوهلة الأولى أنه في طهران أو قم وليس في النجف العراقية.

ويقول رئيس رابطة فنادق ومطاعم النجف الأشرف صائب أبو غنيم إن "السبب الأكبر الذي جعل هيمنة الزائر الإيراني أو الشركات الإيرانية على الفنادق، أن 90 في المئة من زوار العراق أو زوار النجف الأشرف هم إيرانيون، وبالتالي يكون المشتري الأكبر هم الإيرانيون، ومشكلة أصحاب الفنادق هي التسعيرة البائسة و غير المنصفة.

ومع وضوح الهيمنة الإيرانية على العراق بطرق مختلفة عبر أذرع عسكرية وسياسية لها، فإنها وصلت إلى حد الضغط الاقتصادي على المواطنين العراقيين.