الزائر لجنيف خلال الأسبوعين الماضيين سيلاحظ أناسا من سحنة واحدة يجمعهم الوجوم وظلام الوجوه والقلوب. حُمل هؤلاء من بقاع شتى بفاتورة قطرية واحدة هدفها جلب مناصرين لها ضد دول مكافحة الإرهاب الأربع.

المثير للسخرية أن هؤلاء استقدموا كعمال أجانب ليؤدوا وظيفة من مستلزماتها ترويج الكره والحقد ضد دول عربية والانتشار داخل مبنى الأمم المتحدة والمساهمة في كل عمل مضاد للدول الأربع.

أحد الموظفين في الأمم المتحدة قدر عددهم بما يزيد عن 200 شخص، منهم التونسي والمصري والجزائري و3 قطريين قاموا بإدارة هؤلاء وتنشيطهم للعمل هؤلاء الثلاثة يدارون من مكتب مستشار أجنبي في الدوحة، لكن كل يوم يتبخر الموظفون بين جنبات جنيف للاستمتاع بالجو والحضور لمبنى مجلس الأمم المتحدة فقط لإثبات الحضور واستلام الرشوة اليومية.

ويستمتع المراقب برؤية أداء بعض المتحمسين منهم، يحملون كاميرات يصورون بها من يقف ضد الإرهاب وتمويله ودعمه، فيما تضمهم جلسات مع العاملين مثلهم وباليومية مع إيران يتناقشون حول سبل الوقوف ضد الدول الأربع، لكن حيلتهم عاجزة عن إيقاف العمل الحقوقي الوطني السليم الخالي من الشوائب.

وعلى طاولة غير بعيدة يعلو صوت حقوقي غربي يسألهم ماذا عن هؤلاء الشباب القطريين، الذين قابلتهم وتم نزع جنسياتهم ظلما وهم صغار لا حول لهم ولا قوة؟ ولا يجد الحقوقي جوابا يذكر عدا همهمات غير مقنعة فلم يكن ضمن التعليمات القطرية الوقوف ضد هؤلاء.

كان وجود الشباب القطريين أمام المنظمات الحقوقية وفي عقر دار مداولاتها صدمة على مدير الحفلة الحقوقية القطرية، فلم يجدوا أجوبة مقنعة، وكان الهروب العظيم واضحا وضوح العيان.

أسبوعان من المواجهة داخل الأمم المتحدة أسفرت عن تخبط قطري واضح، ولأن الفكر الإخواني المتآمر "القذر" يتملك عقل صانع القرار القطري، حيث ذهب للبحث عن حبل إنقاذ خارج القضية الأصلية وهي قضية الغفران لمنزوعي الجنسية ظلما وبهتانا، فلم يستطع الوقوف أمام 7 من شبابهم الذين أتوا إلى جنيف من أجل قضيتهم.

في غضون ذلك، صنع "الإخونجي" ومستشاره عضو الكنيست منظمات حقوقية وهمية، هدفها إثارة البغضاء ضد دول المفترض بها أنها شقيقة له، صنع دكاكين لم يكن همها سوى إصدار تقارير كاذبة هدفها حماية الإرهابيين من سلطة القانون في دول عديدة، بل وبجرأة خبيثة أنشأ مؤسسة حقوقية يرأسها شخصين موضوعين على قائمة الإرهاب العالمية، وفي ظل التهاون الأوروبي تظل هذه المؤسسات تعمل دون أن تعير الغفران اهتماما وهم أقرب لرئيسها القطري، لكنه العمى الإخواني والتيه القطري.

خسرت قطر معركة جنيف، وستخسر أي قضية في أي محفل دولي فلا يمكن لمتهم بالإرهاب الحديث عن حقوق الإنسان ولو جر وراءه مئات البغال الإخوانية، فالشباب المترعين برغبتهم العارمة في الحصول على حقوقهم سيطاردون الأغبياء في كل محفل، وسيصدح صوتهم بالحق عاليا.