تتجه مصر لمشروعات تربية وتصدير التماسيح، أحد أشهر الحيوانات التي ارتبطت بحضارتها وبيئتها النهرية، بعد فترة طويلة من انحسار الأضواء عنها.

ووفق خبراء في البيئة وتربية التماسيح ونواب برلمان تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن مشروعات قوانين ودراسات جارٍ مُناقشتها لتقنين تربية وتصدير التماسيح الغنية بجلود وزيوت، ومكونات تجعلها مصدرا للدخل القومي.

 وعاشت التماسيح في مصر بغزارة حيث كانت تأتي بها أمواج الفيضانات.

لكن أعدادها تراجعت للغاية بعد إقامة خزان أسوان والسد العالي في القرن الـ20، وباتت لا تُرى إلا في بحيرة ناصر ومناطق قليلة جنوبي مصر، أو في متاحف التحنيط وحدائق الحيوان.

التماسيح ثروة قومية

وحسب الاتفاقية الدولية "سايتس" لتنظيم الاتجار الدولي بالكائنات المهددة بالانقراض، فإن مصر يمكنها البدء في تصدير وتجارة التماسيح، لكن بشروط.

على هذا تمت العديد مِن الأبحاث حول التماسيح وزيادتها، وفق مدير عام محميات المنطقة الجنوبية، الدكتور إكرامي الأباصيري، الذي يشير إلى أمثلة عن التعامل الرسمي مع هذه الثروة:

  • إنشاء مزارع بتكلفة مالية ضخمة، تمهيدا لاستغلالها في السياحة البيئية مثل دولة ماليزيا.
  • تخضع أعمال تصدير اللحوم والجلود والأسنان وكل ما يخص التماسيح لوزارة البيئة.
  • فرض عقوبات على من يربّي أو يصيد التماسيح، خارج الإشراف الرسمي، أو يهربها، وتصل عقوبة الصيد والامتلاك للحبس والغرامة، وإعادة التماسيح لنهر النيل أو متحف التحنيط إن كانت محنطة.
  • انعقد بروتوكول مع المطارات بعدم السماح بخروج أي سائح بتماسيح أو جزء من جلودها.
  • حاليا مسموح لبعض الأهالي جنوبي أسوان باقتناء التماسيح؛ كونها مصدر دخلهم، وتربيتها في أحواض مائية مخصصة تحت رعاية بيطرية.

صفات وعمر التماسيح

بناء على دراسة أجريت خلال الفترة من عام 2010 حتى 2018، لرصد التماسيح في بحيرة ناصر بمتابعة وزارة البيئة، أوضح الباحث البيئي الدكتور عمرو هادي، أبرز النتائج:

  • طول بحيرة ناصر داخل الحدود المصرية 300 كيلومتر، وتتراوح أعداد التماسيح فيها بين 6 آلاف و30 ألفا.
  • يعيش التمساح ما بين 80 إلى 100 عام.
  • يضع ما بين 30 لـ40 بيضة، يعيش منها 4 أو 5 تماسيح، وبعد عام يصل طوله لـ3 أمتار.
  • له معدة قوية للغاية تهضم أي شيء، ويبلع حجارة لمساعدته في الهضم والاتزان.
  • وتغذية التماسيح لا تؤثر على الثروة السمكية، فهو لا يتناول منها أكثر من 5 كيلو كل عدة أيام، ويأكل كل ما يجده داخل الماء.

أخبار ذات صلة

البوغديري.. صديقة تونسية للزواحف والتماسيح وتحلم بحمايتها
"نهاية مأساوية" لعجوز سقطت في بركة مليئة بالتماسيح

 خطوات جدية للاستفادة الاقتصادية

الباحث في الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة أسوان، إبراهيم العجمي، يقول إنه رغم نجاح مصر في تمرير اقتراح خلال مؤتمر الخمس عام 2010 للسماح لها بالاستفادة من التمساح اقتصاديا، بعد ثبوت أن أعدادها في بحيرة ناصر تجاوزت الأعداد المهددة بالانقراض، فإن الأمر ظل مقيّدا لعدم وجود قوانين تنظم تربية التماسيح.

 ولذلك تقدم العجمي بمقترح من خلال دراسات أجراها خلال سنوات عن التماسيح، تمهيدا لمشروعات تتعلق بتربيتها بشكل آمن والاتجار بها، وينتظر لحين تحقيق هذا الحلم.

وفي هذا الاتجاه، يلفت البرلماني عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، إلى أن قانون تنظيم تربية وحماية الحيوانات سيكون مظلة شاملة لرعاية جميع الحيوانات، وسيقدم للجنة الزراعة في البرلمان بعد توقيع عشر النواب عليه.

 كما يتم حاليا إنهاء مشروع قانون خاص بالتماسيح واستغلالها في ط التجارة والتصدير، باعتبارها مشروعا ضخما يوفر فرص العمل، دون تهديد التنوع البيولوجي.