تقدم البرلماني المصري محمود قاسم ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي لتوجيهه إلى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم بشأن ما تضمنه فيلم أصحاب ولا أعز من "محتوى يتصادم مع النظام والآداب والأخلاق في مصر التي تعود عليها المصريون".

وأعرب عضو مجلس النواب المصري "عن أسفه لترويج الفيلم للمثلية والشذوذ وغيرهما من الأفكار الهدامة التي تتعارض مع المجتمع المصري الذي يرفض وبشدة مثل هذه الأمور والأفكار الشاذة"، متسائلًا عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الثقافة بعد عرض هذا الفيلم؟.

وطالب قاسم بالمنع الفوري لاستمرار عرض الفيلم وأن "يكون لوزارة الثقافة دورها في منع عرض أي أفلام هابطة تتعارض مع القيم والتقاليد والأخلاق المصرية الأصيلة مستقبلًا".

  كما طلب من رئيس مجلس النواب حنفي جبالي بأن يتم إدراج بيانه العاجل في جلسة المجلس يوم الأحد.

وعلق الإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب في تصريح له على الفيلم قائلا إنه يتحدث عن "الملوخية المصرية"، ساخرا من ادعاءات بأن الفيلم يناقش ظاهرة ليست موجودة في المجتمع المصري.

وطالب بكري بوقف التعامل مع شركة نتفلكس "حفاظًا على الأسرة المصرية مما تعرضه"، لافتًا إلى أن وزيرة الثقافة لن تقبل بعرض هذا الفيلم في مصر، وذلك لمخالفته المعايير كافة، على حد قوله.

أخبار ذات صلة

"أصحاب ولا أعز".. لماذا أثار كل هذا الجدل منذ ساعاته الأولى؟

وفيلم "أصحاب ولا أعز" هو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي الشهير Perfect Strangers، الذي حقق رقما قياسيا في عدد مرات النسخ التي قدمت حول العالم بإجمالي 18 نسخة، لتصبح هذه النسخة رقم 19، وهو من بطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز، ومن إخراج وسام سميرة.

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء ويقررون أن يلعبوا لعبة، حيث يضع كل منهم هاتفه على الطاولة على أن تكون الرسائل أو المكالمات التي يستقبلها على مرأى ومسمع من الجميع.

وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة، إلى كشف وابل من الفضائح التي لم يكن يعرف عنها أحد، بمن فيهم الأزواج وأقرب الأصدقاء.

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن الانتقادات الموجهة للفيلم "مثيرة للضحك والسخرية"، مشددا على "ضرورة التوقف عن مطالبة الفنان بتمثيل نفسه فقط".

وأكد أن "العمل لم يدعُ للمثلية الجنسية على الإطلاق ولا يدافع عنها، بل طرح فقط وجودها، وفيما يتعلق ببعض الحوارات الجريئة لا بد أن يعلم المشاهد أن السينما لا تدار بأحكام أخلاقية".

ومن جهة أخرى، أبدى الناقد الفني أحمد سعد الدين إعجابه بالتصوير والإضاءة والإخراج والأداء والديكور، لكنه وجه للفيلم انتقادات عدة.

وتابع سعد الدين في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "بالمقارنة بين النسختين (الإيطالية والعربية) فهما متشابهتان تماما، مما يعني أن العربية أخذت الإيطالية كما هي من دون إبداع أو تغيير، وعلى هذا الأساس أقول إن الإبهار لا ينسب للنسخة العربية بل لصناع الفيلم الإيطاليين".

وشدد على أن "كان لا بد من تعريب السيناريو ليتناسب مع المجتمع العربي بشكل عام مثلما كان يحدث من قبل، كما في فيلم الإخوة الأعداء عام 1974، المأخوذ عن الفيلم العالمي الإخوة كارامانوزف".

وانتقد سعد الدين طرح الفيلم للمثلية الجنسية التي "ظهرت من دون ضرورة درامية" وفق رأيه، موضحا: "لا بد علينا كمجتمع عربي عدم نقل النسخ الأجنبية وتقليدها بشكل أعمي، لأن هناك بعض الأمور لا تصلح في مجتمعاتنا".

وختم حديثه قائلا: "كان لا بد ضبط سيناريو يتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع العربي، لأن السينما انعكاس للواقع. الفيلم كانت به مشاكل كثيرة جدا والإبداع هنا ينسب للعمل الأصلي لا للتقليد".