آندي ومارتن، سائحان سويسريان، قررا خوض رحلة جديدة في مصر على "عجلة" (درّاجة هوائية)، في عدد من محافظات مصر بدأت من العاصمة القاهرة، وتنتهي في أسوان.

ويقول مارتن إنّه وصديقه خططا لهذه الرحلة منذ سنة تقريبًا، وقررا القيام بهذه الرحلة من خلال دراجّاتهما الهوائية، مشيرًا إلى أنّهما نفّذا بعض الرحلات بالدرّاجة من قبل، في سويسرا وعدد من الدول الأوروبية.

تفاصيل الرحلة

الرحلة، بحسب مارتن، "بدأتْ في القاهرة، ثم بعد ذلك الجيزة، والأهرامات، ثم بني سويف، مدينة مغاغة بمحافظة المنيا، ثم أسيوط، ومدينة أبيدوس بسوهاج، ونجع حمادي".

وأشار إلى أنّهما سيذهبان إلى الأقصر بعد ذلك، وسيزوران معبد أبو سمبل الأثري، ومن ثم سيأخذون مركبا إلى أسوان عبر بحيرة ناصر.

أخبار ذات صلة

كيف صنع مبدعون مصريون مجسمات حفل طريق الكباش؟
حفل طريق الكباش.. عوائد بالجملة تنتظر السياحة في مصر

ويضيف مارتن في تصريحات خاصّة لموقع سكاي نيوز عربية: "نظّمنا ورتّبنا كل شيء بأنفسنا، حجزنا تذاكر الطيران، استعدينا لكل شيء نريده فيما يتعلق بالرحلة، وحتى الفندق حجزناه مسبقًا قبل الوصول إلى مصر".

وأشار إلى أنّ لديه بعض زملائه المصريين الذين يعرفهم من خلال التجارة التي يعمل بها، حيث إنّه كان مدير مبيعات لماكينات طباعة الرسوم البيانية في سويسرا، ثم تقاعد حاليًّا.

إتيكيت السائح

 وأوضح أنّ "هؤلاء الأصدقاء هم الذين أعطوا له عناوين الأماكن التي سيذهبون إليها، وتناقشوا معهم حول رحلتهم على طول نهر النيل إلى أسوان".

وتابع: "لدينا بعض الأصدقاء هنا الذين نتواصل معهم عبر الهاتف، إذا احتجنا إلى المساعدة، أو تعرّضنا إلى أي مشاكل".

ويستطرد قائلًا: "إذا أردنا مساعدة، كأن يتحدث شخص إلى المصريين الذين لا يعرفون الإنجليزية نتواصل معهم عبر الهاتف، وهم يتحدثون إلى بعضهم البعض، ويشرحون إليهم ماذا نريد، وإلى الآن الأمر على ما يرام ويسير بشكل جيّد جدًا".

أخبار ذات صلة

"التجلي الأعظم".. مصر تطور الوادي المقدس بـ14 مشروعا
قريبا.. مصر تشهد نسخة جديدة من حفل "المومياوات الملكية"

صعوبات

وعن تلك الصعوبات التي واجهتهم يحكي مارتن أنّهما واجها بعض الصعوبات عند نقطة تفتيش شرطة مصرية، معللًا ذلك بأنّهما "لا يريدهما أن يذهبا أبعد من تلك النقطة التي توقّفا عندها".

وأردف قائلًا: "كانت تلك المرة الأولى التي واجهنا فيها صعوبة بسبب نقطة التفتيش، ولكن بعد ذلك أصبح الأمر طبيعيًا، نظرًا لعدم معرفتهم بنا في بادئ الأمر، وتحدّثنا معهم بالإنجليزية، ونظرًا لأن اللغة الإنجليزية لم تكن جيّدة لديهم، أرادوا إعادتنا إلى القاهرة مجددًا".

ويشير مارتن إلى أن "هذه هي المرة الأولى، ولكن بعد ذلك صار الأمر على ما يرام، وأصبحت الشرطة المصرية تتبعهم من مدينة إلى أخرى، وساعدوهم بكل ما استطاعوا فعله، وعاملوهم بود".

واستطرد قائلًا: "بعد ذلك، حين كانوا يخبرون دورية الشرطة التالية أننا في الطريق إليهم، كان ذلك يُسهِّل الانتقال بالنسبة لنا من مدينة إلى أخرى".

وأكّد أنّه "في بعض المدن كان يصحبهم رجل الشرطة المصري من فندق إقامتهم، وحاليًّا نحن في قنا، ونستطيع التحرُّك بحريّة".

وعبّر مارتن سعادتهم بالتواجد في مصر، وأنّهم يستمتعون بوجودهم، وبالمناظر الطبيعية التي يشاهدونها في المدن المصرية التي زاراها حتى الآن.

وأشار إلى أنّه خلال سيرهم في المدن المصرية يلوّح لهم الأشخاص والأطفال مرددين "مرحبًا، مرحبًا بكم في مصر".

مصر.. المنشآت السياحية تعود للعمل بكامل طاقتها الاستيعابية

مواقف ودودة

وبسؤاله عن أغرب المواقف التي تعرّض له خلال رحلته، قال إنّ يرفض إطلاق وصف "غريب" على تلك المواقف.

وسرد بعض المواقف التي وصفها بـ"الودودة"، حيث قال "في أحد المواقف حين أردنا شراء اثنين أو أربعة قطع من الموز، أراد البائع أن يبيع له كيلو غرامًا، ورفض البائع تلّقي أي أموال منه مقابل 2 أو 4 قطع من الموز".

وواصل حديثه عن موقف آخر قائلًا: "حين توجّهت لحلق لحيتي أيضًا، اعتنى بها الحلّاق كثيرًا (قالها وهو يضحك)، ورفض تلّقي أيّة أموال مقابل حلاقة لحيّته".

وتابع: "إذا كنتَ أجنبيًّا فإن المصريين يحبونك كثيرًا، ويرحبون بك أيضًا".

وأكَّد أنَّ الأجواء في مصر تختلف عن أوروبا وسويسرا، مضيفًا: "هذا هو الشيء المختلف الذي أردنا رؤيته، وتجربته، أردنا معرفة كيف يعيش الناس، ورؤية الحياة اليومية في مصر، وهي مختلفة كثيرًا عن أوروبا وسويسرا".

وأرسل مارتن رسالة للسائحين الذين يريدون زيارة مصر قائلا: "اذهبوا لمصر، اذهبوا لرؤية الثقافة المصرية، اذهبوا لرؤية المناظر الطبيعية"، مضيفًا: "سأخبر كل الأشخاص الذين أعرفهم بجمال مصر والحضارة المصرية".