انتشرت على نطاق واسع صورة لسيدة كردية عراقية مسنة، وهي مستلقية على الأرض أمام أحد البنوك في بلدة تابعة لمحافظة أربيل بإقليم كردستان العراق من شدة الاعياء، وهي في انتظار دورها لاستلام الراتب التقاعدي.

أخبار ذات صلة

الحكومة العراقية تسدد متأخرات المتعاقدين بالسندات

الصورة أثارت عاصفة من الانتقادات والسخط في أوساط الرأي العام في الإقليم، وخاصة عبر منصات السوشال ميديا، حيث عبرت تعليقات الناس عن الشعور بالعار والصدمة أمام مشهد هذه السيدة، التي ارتمت أرضا ملتحفة السماء، نتيجة طول انتظارها في طوابير المتقاعدين الواقفين أمام أحد البنوك لاستلام رواتبهم.

ورأى الكثيرون في هذه الصورة التي تختزل هول المشهد، إهانة لهؤلاء المواطنين المتقاعدين، فضلا عن التحذير من المخاطر الصحية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، لتجمع الناس هكذا في طوابير أمام البنوك.

ومع أن مثل هذا المشهد يتكرر دوما في مختلف المدن والبلدات الكردية والعراقية، إلا أن صورة هذه المرأة خاصة أثارت ردود فعل غاضبة وواسعة، حركت النقاش حول هذه الظاهرة، التي تتكرر كل شهر مع صرف رواتب المتقاعدين، الذين هم بطبيعة الحال من كبار السن والمرضى، ممن لا يليق حشرهم هكذا في طوابير وسط هذه الظروف الصحية الحرجة، ومع ارتفاع درجات الحرارة كون فصل الصيف على الأبواب.

وألقى المعلقون باللائمة على الجهات الحكومية في إقليم كردستان العراق، التي يجدر بها إيجاد آليات مراعية لكرامة المتقاعدين أثناء توزيع رواتبهم، لا أن يتم التعامل معهم بهذا الأسلوب المهين والمعيب.

العراق.. إجراءات صحية خلال استلام معاشات المتقاعدين

أخبار ذات صلة

إيران تستنزف دولارات العراق بأسلوب "خبيث" لمواجهة أزمتها

يقول موظف حكومي متقاعد فضل عدم كشف هويته، في حديث مع سكاي نيوز عربية: ”يتعاطون معنا وكأننا نشحذ منهم، أو كأنهم يتصدقون علينا، في حين أن هذه الرواتب المتدنية هي حقنا، وهي ليست ذات قيمة مادية تذكر حتى، فراتبي التقاعدي مثلا بالكاد يبلغ 250 دولارا أميركيا، وغالبية الرواتب التقاعدية زهيدة، ولا تسد حاجة المتقاعدين، لكننا مضطرون مع ذلك لاستلامها كون لا بديل لدينا".

ويتابع: "نضطر للانتظار ساعات طويلة في طوابير لا تنتهي، وهذه المعاناة تتكرر كلما توزعت الرواتب، ورغم مناشداتنا المتكررة بتوفير طرق أسهل لاستلامنا رواتبنا، لكن لا حياة لمن تنادي".

ومن جهته يقول الصحفي محمد أمين في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" :"هذه المشاهد تخدش كرامة كل إنسان، من هذا التعاطي الفوقي مع الناس، وكأنهم متسولون على أبواب الحكومة، وليسوا مواطنين لهم حقوق وكرامة إنسانية".

ويضيف أمين :"هذا المشهد لهذه الأم الكردية، المرمية أرضا على أبواب البنك، يجسد معاناتنا جميعا، مع تغول السلطة وفسادها، واستهانتها بكرامة الإنسان، ويا لها من مفارقة مؤسفة أن العديد من هؤلاء المتقاعدين، هم ممن كانوا مقاتلي بيشمركة أفنوا حياتهم في سبيل القضية الكردية وحقوق شعبهم، أو من عوائل الشهداء وذويهم، وليكون تعويضهم في المحصلة بهذا الشكل غير اللائق".