كشف وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ناصر ياسين، عن تسجيل حركة انحناء في الأجزاء الشمالية لصوامع القمح في مرفأ بيروت، الإثنين، مشيرا إلى وجود تنسيق دائم بين لجنة الكوارث في مجلس الوزراء مع الأجهزة الأمنية والإدارات المعنيّة لتفادي أيّ تأثير على الموجودين".

ونفى ياسين، الثلاثاء، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، وجود مواد سامّة أو كيميائية، مشددا على أهمية ارتداء الكمامات لتفادي الغبار والفطريات المنبعثة عن القمح المتعفّن في حال سقوط أجزاء من الصوامع.

وشدد الوزير على أن "التعاون مع مؤسّسة كهرباء لبنان مستمر من أجل تأمين التيار للسكان في المنطقة في حال حصول أيّ انهيار أو تساقط للأجزاء المهدّدة".

وتسبب انيهار جزء من صوامع مرفأ بيروت، مساء الأحد الماضي، حالة استنفار لدى القوى الأمنية والمؤسسات الصحية في البلاد.

انهيار جزء من صوامع مرفأ بيروت يفجر الغضب بين المغردين

هل يسقط كامل المبنى ؟

وقال يحيى تمساح، نائب رئيس جامعة بيروت العربية، المهندس الذي أشرف على دراسة سابقة مخصصة للصوامع: "حصل الانهيار الجزئي كما توقعنا لأن انحناء الصوامع في الجهة الشمالية كان في تزايد مستمر بسبب الحريق الذي بقي مشتعلاً لمدة 3 أسابيع ."

وتابع المهندس في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "إلا أن الانهيار جاء رأسيا وعامودياً وسقطت بقايا المبنى في مكانها دون أضرار في الأماكن المجاورة للمبنى في المرفأ".

وأضاف: " إن الانحناء حصل من وقت الانفجار وزاده الحريق الذي كان قد اشتعل منذ أسابيع، وليس هناك من معطيات حالياً لقراءة وضع باقي أقسام الصوامع للأسف".

واستطرد: "يبقى المؤشر الوحيد تسارع انحناء القسم الشمالي من المبنى المؤلف من 6 صوامع وهي معرضة أيضاً للانهيار ".

وأشار تمساح إلى أن "الانحناء وصل إلى 9 ملم في الساعة فيما تقدر درجة انحناء مبنى الصوامع كله بأكثر من 30 سم".

وأضاف: " لم يعد هناك من إمكانية لتدعيم الجزء الشمالي من الصوامع لأنها تضررت بشكل كبير، وبالمقابل فإن الجزء الجنوبي منها ثابت من اللحظة التي تلت الانفجار وليس بحاجة إلى تدعيم".

أخبار ذات صلة

فيديو.. انهيار جزء من صوامع بيروت وتوقعات المزيد
تحذير رسمي من خطر انهيار الجزء الشمالي لصوامع مرفأ بيروت

الصوامع.. لمحة تاريخية

وقال الباحث في التراث زياد سامي عيتاني لموقع "سكاي نيوز عربية": بخلاف المعلومات المُتعلّقة بتدشين صوامع الحبوب في المرفأ أواخر ستينيات القرن الماضي، تشير بعض الدراسات التاريخية إلى أنّ مخازن القمح بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدا في عهد السلطنة العثمانية، إنما ليس بالشكل الحالي الذي ما زال صامداً ".

وذكر عيتاني أنه وفي عهد الرئيس شارل حلو، اتّخذت الحكومة في عام 1965 قرار بناء الصوامع لتخزين القمح في المرفأ، وأُوكلت مهام البناء إلى شركة تشيكية استمرت في مشروع البناء لمدة خمس سنوات".

وتابع: "تم التمويل عبر هبة قدّمتها دولة الكويت في عهد أميرها الشيخ صباح السالم الصباح، ليتمّ افتتاحها عام 1970، بحضور أمير الكويت شخصياً".

هدم إهراءات مرفأ بيروت يفجر خلافا بين مغردي لبنان

الحجم والقدرة الاستيعابية

وختم الباحث عيتاني: "قبل تفجير المرفأ كانت الصوامع تمتاز بقدرة استيعابية عالية، وتتسع لحوالي 120 ألف طن من الحبوب، وتضمّ 48 مخزناً كبيراً، يستوعب كلّ منها 2500 طن، و50 مخزناً صغيراً يستوعب كلّ واحد منها حوالي 600 طن، وهي تخزّن ما نسبته 85 بالمئة من حبوب لبنان وقمحه."